مسيرة إلى المستقبل

مسيرة إلى المستقبل
بقلم : عبـيد الله حـمــزة
الشباب تقوم على ساعدهم أمة وحضارة، وبنهضتهم ينهض كل قوم وبفشلهم يفشل كل قوم، فهم وراء كل حكايات النجاح والفلاح، وهم مفاتيح القوة ومغاليق الضعف، فهذه الفئة المباركة هم الذين سيقُودون هذه الأُمة بِإذن الله وسيُدافِعُون عنها، ويُدافعُون عن دِينهَا الحنيف ويذبون عن شريعتها السمحاء، وبأيدي شبابنا السِلاح الكافي، والسِلاح الذي بإذن الله سينتصرون بهِ على عدوهم إذا تَمسكوا بهِ وحملوه حملًا صحيحًا، بين أيدينا كتاب الله، وهو لايزال غضا طريا كما أنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-، وسنته الحكيمة الوضاءة ، هذا هو المنهج السليم، وهو السِلاح الرباني الذي انتصر به على أُمم الكفر جميعًا في أقطار الأرض، ولا يزال والحمدُ لله يُضيء وينتصر ويمتد، كيف، وهو المعين الصافي والمورد العذب الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْن يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ، تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
أمامنا مناسبة تجتمع فيها الحزن والسعادة، ويتكرر في حياتنا الجامعية إذ نقوم في آخر لحظة من كل عام دراسي ونودع أبناءنا الطلاب، وذلك بعد أن تسلحوا بأسلحة العلم والمعرفة وتأهلوا بالكفاءات العلمية والعملية وتصدروا للعطاء والخدمة.
هذه -ولا ريب- مناسبة الحزن والألم، إذ هي مناسبة الفراق والتوديع، ولحظة فراقنا لأبنائنا الغالية وهم فلذات أكبادنا، وهذه تذكرنا ساعات جميلة كنا نقضيها في حرم الجامعة في طلب العلم وتحصيله، ومذاكرته ودروسه.
ومناسبة عزيزة علينا جميعا حيث تغمرنا الفرحة والسرور بتخرج أبنائنا الطلاب بعد عدة سنوات من الجهد والاجتهاد والجد والعناء، فتغمرنا فرحة إذ نشهد يوم الحصاد، يوم يؤتي أكله كل حين بأمر ربه، حيث يبدأ أبنائنا الطلاب خطواتهم الأولى في مسيرتهم العملية في تنمية المجتمع ورقي الوطن وخدمة الأمة الإسلامية.
ونؤكد تأكيدا بأن العالم ينتظر أبنائنا الخريجين وشبابنا الطموحين، ويعقد عليهم الأمل لمنافسة شعوب العالم بالعلم والتقدم، وليسهموا في تحقيق رؤية الإسلام المنشودة التي في أمس الحاجة إلى الموارد البشرية والطاقات المتميزة التي تقوم على سواعد الشباب، ولا يفوتني بهذه المناسبة ان أدعو الخريجين أن تبقى صلتهم مستمرة بالجامعة بعد تخرجهم، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجهم في مواقع عملهم المختلفة في أرجاء الوطن خصوصا مع توفر وسائل التواصل الحديثة التي يمكن من خلالها التواصل مع الجامعة من أي مكان من داخل الدولة وخارجها، كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم في إكمال المسيرة في خدمة الأمة الإسلامية بالإخلاص والجد، متمنياً لهم التوفيق والسداد في حياتهم المستقبلية، والمشاركة الفاعلة مع من سبقوهم من إخوانهم الخريجين للمنافسة في ميدان العمل بمختلف المجالات الدعوية، والله ولي التوفيق.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn