رحيل الأستاذ القاري مولانا عبدالمنعم – نورلله مرقده- إلي دارالقرار
عصام الدين كوكب
لمم تطلع الشمس في أفق جامعة فتية الساعةَ السابعة وخمس عشرة دقيقة، صباح الجمعة في اليوم السادس من شهر نوفمبر ٢٠١٩م، بل ظهر في سمائها غمام الغموم والعيون تذرف والقلوب تتصدع و صارالعلماء والطلباء كلهم محزونين لأن الناعي نعى بارتحال الأستاذ القاري عبد المنعم -نورالله مرقده- الأستاذ والمسؤل بقسم التغذية للجامعة وكان الفقيد تولّد في أسرة شريفة بتاريخ ١/٣/١٩٤٠م بقرية دوهازاري، صندنائش، شيتاغونغ، وصار يتيما بعد الولادة بسنة، و لما بلغ إلى سنة يستطيع فيها تلقى العلوم الابتدائية بعد أن تربى بتربية حسنة فالتحق بالمدرسة الرشيدية بشارت نغر، صندنائش تحت رعاية عمه الكريم الشيخ كبيرأحمد بعون الله تعالى و تلقى العلوم الإسلا مية الابتدائية فيها ثمّ التحق بالجامعة العر بية جيري، فأخيرا التحق بالجامعة الإسلامية فتية عام ١٩٦٧م وحصل على شهادة التكميل لدى الأساتذة البررة المهَرة.
فاختار خدمة التدريس في المدرسة العزيزية قاسم العلوم دوهزاري، ثمّ قرّر مدرسا بجامعة فتية عام ١٩٧٧م فانهمك في التدريس لسنوات عديدة ولكن الفقيد كان سريع الاهتياج، والانفعال مع أنه كان شفيقا وعطوفا كقول المتنبي: فله هيبة من لايترجى وله جود مرجىً لايهاب.
فبناءً على الحكمة فوض إليه الشيخ يونس عبد الجبار -رحمهما الله تعالى- مسؤولية قسم التغذية للجامعة وقام بأداءالمسؤلية بأسلوب عجيب وأمانة كبيرة حتى توفاه الله تعالى، فعاش في الجامعة كخادم لثلاث وأربعين سنة تقريباً.
واعتل الفقيد بعلة شديدة و ضعف بها ضعفا كبيرا قبل أيام عديدة حتى لم يستطع بأمور معتادة وغيرها منذ مدة مديدة فأخيرا قال “لبيك وسعديك”في الميعاد المذكور فودعنا وداعاً إلى دار الآخرة وارتحل إلى جوار رحمة الله تعالى وترك اثني عشر نفراً من الباقيات الصالحات أي ست بنات وستة أبناء.
وصلى عليه الشيخ المفتي الحافظ أحمد الله – دام إقباله- (شيخ الحديث و رئيس المفتين بالجامعة) بعد صلاة الجمعة بجم غفير في ساحة الجامعة وفوضناجسمه العالي في مهد التراب جنب الشيخ كليم الله المرحوم في المقبرة العزيزية، تغمد الله الفقيد بشآبيب رضوانه وتقبل خدماته بقبول حسن و أنعم أهله الصبر والسلوان آمين.
الكاتب: طالب الصف الثاني من العالية بالجامعة الإسلامية فتية،شيتاغوغ.