شيخ الإسلام العلامة أحمد شفيع- رحمه لله- في ذمة لله – تعالى-

شيخ الإسلام العلامة أحمد شفيع- رحمه لله- في ذمة لله – تعالى-

من المعروف أن الأمة المسلمة مساء الجمعة قد أصيبت بمصيبة فاجعة عند ما سمعت نبأ وفاة الشيخ أمير “منظمة حفاظ الإسلام بنغلاديش” العلامة أحمد شفيع إنا لله وإنا إليه راجعون

ممالا يرتاب أن الفقيد كان شخصية مثالية، زعيما دينيا أبرز ببنغلاديش، ومديرا موفقا بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، شيتاغونغ، وشيخ الحديث بها، كبيرعلماء بنغلاديش، وكان الشيخ قاد المسيرة الفكرية و الإصلاحية والدعوية طيلة حياته، وخلف مؤلفات تبشر في المجتمع بحياة إسلامية من جديد، وتبعث في المسليمين نهضة العمل والإصلاح والابتكار، وتقذف في قلوب المرتابين نورالثقة بالإيمان والعزم باليقين، وكان الأميرأشعل في أفئدة المؤمنين جذورمحاربة الأفكارالعلمانية والارتدادية ومكافحة أعداءالإسلام والمسليمن ونشاطاتهم اللادينية ودساﺌسهم الخبيثة بتأسيس “منظمة حفاظ الإسلام بنغلاديش” ورأسها بالبطالة وعلوالهمة.

اشتغل الشيخ بتلقي علم التصوف والسلوك مباشرا بعد التخرج في جامعة دارالعلوم ديوبند بالهند, فبايع شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني- رئيس المشائخ في التزكية و الإحسان عندإذ- و سعى فيه سعيا بالغا حتى تفوّق وارتقى فيه بأقرب وقت وصارمن أجلّ خلفاءه، ثم سارفي ميدان التصوف فبايعه كثيرممن عطش في المعارف الربانية، و سعد عدد كثير بإجازته للبيعة.

لما عرف الشيخ بطمعه القوى في الإصلاح و التطوير والدعوة والإرشاد وهلعه البالغ و قلقه الدائم لما حلّ في الأمة الإسلامية من انحطاط و انحلال و ضعف ووهن، وانتشرالتفكيرالارتدادي، والعقائد الزنديقية في أنحاء بنغلاديش ظل كجسد واحد لحلوله في أغوارقلوب المسلمين واستقطبوه إليهم توقيراوتقديرا وجعلوه محورا وحيدا في الأمورالإسلامية قا طبة كما شهدعليه منظرجنازته الفريد التاريخي الذي أعجب الزائرين و حيّرعقول المشاهدين.

قد تولد الشيخ سنة 1920ء بقرية فاكيار تيلا، شيلك، رانغونيا، شيتاغونغ ونشأت تحت رعاية والديه، وتلقى العلوم الابتدائية الدينية في مدرسة معاون الإسلام شرفباتا، رانغونيا، ثم التحق بالجامعة الأهلية دارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري وكان ابن العاشرمن عمره، فقضى عشرسنوات تحت ظلال شفقة وصحبة الأساتذة كطالب جيد مؤدب, و امتاز في الاختبارات النهائية بتلك المدة المديدة ثم توجه إلى أزهرالهند دار العلوم ديوبند سنة 1940م لاستزادة العلوم و المعلومات  في مختلف المواد الإسلامية، ونهل من أكابرعلمائها وارتوى من معينها ودرس فيها أربع سنوات وسمع بها صحيح البخاري على شيخ الإسلام حسين أحمد المدني وصحيح مسلم على الشيخ إبراهيم البلياوي، وسنن أبي داؤد و الترمذي على الشيخ إعزاز علي الأمروهي، وسنن النسائي على الشيخ فخرالحسن المرادآبادي وغيرهم، وأجازه الشيخ المدني في طريق السلوك والتزكية مع إجازة الحديث، ثم التحق بسلك التدريس بجامعة هاتهزاري، ودرس بها أمهات الكتب للمنهج النظامي إلى أن انتخب رئيسها في 1996م ومما يتضح أن الجامعة الأهلية دارالعلوم  معين الإسلام هاتهزاري تطوّرت الآن إلى قمّة التقدم بمؤهّلاته الإدارية وقدرته العملية وإخلاصه في العمل وخشيته لله الباري كما لايسترلأولي الألباب، وبقي عليها حتى قبيل بيوم بوفاته.

والحق أن وفاته لخسران مبين للعمل الإسلامي والتعليم والتربية ونشرا لوعي با لدين الحق وحدث عظيم كزلزلة ها ئلة في المراكز الدينية والجامعات الإسلامية القومية والأمة المسلمة.

فأخيرا ندعوالله تعالى أن يرحم الشيخ الفقيد ويتغمده بشآبيب رضوانه ويُلهم ذويه الصبروالسلوان ويُعوض مسلمي هذه الديار عنه خيرا، وأثابهم في هذا المصاب الجلل ثواب الصابرين.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn