إلى رحمة الله:
العلامة مير محمد خليل الرحمن المدني في ذمة الله تعالى
إن المدارس الدينية لأصابتها فجأة وفاة الاستاذ الأديب النبيل العلامة مير محمد خليل الرحمن المدني. وهو عالم بارع، أديب مطاع، خبير في علوم الحديث، مندوب كبير من قبل رابطة العالم الإسلامي، أستاذ أعلى بالجامعة الإسلامية فتية،شيتاغونغ، بنغلاديش.وكان له سمعة وصيت في الأوساط العلمية بحسن خلقه، والاعتناء بأداء مسؤليته، وذوق أدبي، وإحساس علمي، وشعور سياسي، ونهضة بظروف العصر ومقتضاه، وكان متصفا بسعة الصدر، وسذاجة القلب، وإكرام الضيوف، وشدة الكرم. وما يجدر بالذكر من اوصافه الحميدة أنه كان لا يخاف لومة لائم وناقد في قول حق .
قام بالتدريس في الجامعة الإسلامية فتية من عام 1988 م فمدة تدريسه فيها اثنتان وثلاثون سنة تقريبا ،وقبل ذلك كان استاذا كبيرا بالمدرية العالية نارشندي ،داكا كمندوب رابطة العالم الإسلامي، وأيضا كان مقيدا بالتدريس بالجامعة الإسلامية جيري،فتية لسنوات، ومن أهم ماتحت مسؤوليته التدريسية الجزء الرابع من الهداية، ومشكاة المصابيح، وشرح التهذيب وما إليها. ومن أجدر نشاطاته الأدبية والثقافية أنه كان مشرفا لقسم اللغة العربية بالجامعة، والنادي الثقافي (لجنة أدبية ثقافية) ومدير التحرير لبلاغ الشرق. ومن مميزاته أنه لم يحرص على المادية والمنصب قط .
وقد ولد في أسرة كريمة معروفة بقرية ميرهات، هاتهزاري شيتاغونغ عام 1953 م. وكان أجدر أولاد سلالة نجيبة ممتازة بين العلماء والمشائخ ورجال السياسة في مديرية شيتاغونغ وكان ذكيا بين الزملاء المعاصرين في عصر تلقي العلم ،وقد يعد من أفضل المتخرجين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث حصل على تقدير مرموق في علوم الحديث .
ومن المعلوم أنه ابتلي بمرض الفالج منذ سنوات عديدة، على الرغم كان يقلق لأداء الصلوات المكتوبة مع الجماعة ،حيث يرى أنه كان يحضر في مشقة وتعب كبير المسجد الجامع المركزي للجامعة في غالب الأوقات، حتى ارتحل إلى رحمة الله بهذا الداء الحاسم في الساعة الثانية عشر والثلث ليلا يوم الخميس بتاريخ 14 ربيع الثاني عام1441هج الموافق 12 ديسمبر 2019 م .
وكانت رحلته خللا عظيما للعمل الإسلامي والتعليم والتربية ونشر النشاطات الأدبية والثقافية.ونحن إذ نعزي أولاده كمولانا محمد شوكت ،وكوثر،وعارف،وثاقب مع أسرته وأقاربه ،ندعو الله تعالى أن يرحمه ويسكنه وسط جناته، ويتقبل صالح أعماله، ويغفر لخطاياه ويلهم أولاده ومحبيه، وأقاربه الصبر الجميل .