ماهوالسبب لخذلان المسلمين
محمد عبيد الله بن أبى طاهر
بكل حمد لله، وبكل صلاة على النبى ^، أمّابعد! من المعلوم أن الدين المقبول عند الله الإسلام، هو ناسخ للأديان الباقية، حتى قيام الساعة، ولن يتقبل الله أىّ دين إلا الإسلام، حيث قال تعالى ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ هم ينتصرون منذ بداية الإسلام يغلبون أبدا، وهم الأعلون لعلوّ دينهم حيث قال تعالى ﴿وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾
والمسلمون كانوا منتصرين على سائر الأمم لأنهم أحزاب الله، وأحزاب الله هم المتفوّقون، حيث قال تعالى ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين هذا ما وعدنا الله ورسوله﴾ لنا العزة ولنا الغلبة، لنا الفوز ولنا الفلاح، بيدَ أننا نراه اليوم على العكس.
أيها القراء الكرام! إنقلبت حالة المسلمين، وتبدلت العزة مذلةً، والقوة ضعفا، والغلبة هزيمةً اليوم أنحن الذين يُقتلون ويذبحون، كما نشاهد أن اليهود والبوذيين يظلمون ويضطهدون فى أرض فلسطين وبورما وما إلى ذالك من بلاد شتى، ويحرقون بيوتهم، ويلقونهم فى النار، ويطلقون البندوقية فى صدورهم كما يصيدون الطيور، هل هنا أمة أذل من المسلمين، وأضعف منهم حاليا؟ فأين العزة، وأين القوة، وأين الشجاعة التى كانت فى حياة أسلافنا وأجدادنا؟ ما تشهد لها صفحات التاريخ الإسلامى.
ما هو السبب فى غلبة الاباء، وقوة الأجداد؟ وما هو السرّ فى إهانتنا وضعفنا وهزيمتنا؟ قد صار هذا سؤالا كبيرا لدى أرباب الفكر الإسلامى، لكن اطلعت على أسباب كثيرة، وذكرتُ للقراء الكرام عديدا منها فيما يلى.
أحدها: كان إيمان أبائنا قويا باتخاذ القران والسنة حق الإتخاذ، فكانوا أقوياء بقوة الإيمان، وبالعكس إيماننا كان ضعيفا بأن تركنا القران والسنة، فلذا نحن مذلّون ومطاردون فى كل ﺁن ومكان. ثانيها: ان المسلمين الأولين نصروا دين الله، فنصرهم الله، وبالعكس خذلنا دين الله، وتخلفنا عن نصره، فكان لنا الخذلان والحرمان يصاحبنا الان، كما أشار اليه تعالى ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ ثالثها: أن أجدادنا الأولين عرفوا حق الأخوة الإسلامية فكانوا يتحابون ويتناصرون ويتراحمون ويتحدون فى القضايا الإسلامية والأمور الدينية، يخافهم سائر الخلق، ويرهبونهم، لكن المسلمين المعاصرين على العكس يعنى لايخاف ولايرهب أحد المسلمين لتمزيق وحدتهم وشملهم وتضامنهم،
وجدير بالذكر أن الله تعالى خلق الأرض وما فيها لإفادة الإنسان وسخّرلهم كل شيئ، لكنه خلق الإنسان لعبادته، ولكن الإنسان يعصون ربهم، ويتركون سنن النبى – عليه أزكى الصلاة والتسليم- ويحبون الحضارة الغربية.
فإذا أردنا إزالة الذل والهوان، وإعادة العز والقوة، فعلينا أن نعود الى القوة الإسلامية، ونتمسك بالأخوة الإسلامية، وننصر دين الله، حتى ينصرنا، فبنصر الله يعز المسلمون.
الكاتب: طالب مرحلة التكميل فى الحديث بالجامعة الإسلامية فتية، شيتاغونغ، بنغلاديش.