كشف اللثام عن وجه “مولاناسعد”
نماذج من خطابة”مولاناسعد”التتويهية التضليلية بعد الرجوع من بياناته الزائفة السابقة، وتفاسيره بالهوى لآيات قرآنية:
محمد صادق الله إدريس الرّحماني
١-“ذهب موسى إلي الطّور يُناجي ربّه وقدترك فريضة الدّعوة في قومه هناك فنتج من ذلك أنه قد ضلّ وارتدّ من قومه: بني إسرائيل خمسمائة وثمان وثمانون ألف رجل، وكان ينبغي له أن يقيم بهم ويبقي بذاته فيهم (دون الاتكال على هارون)؛ لأنه هو المسؤول الأوّل وهارون هو معاوِنه وشريكه في الدّعوة”.
قلت:نعم، إن هارون كان مساعدًا له ومشاركا في المسئولية كماهوالمفهوم من تسآل موسى، قال تعالى على لسان موسى:{وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[سورةطٰه:٢٩-٣٢].
ولكنه لم يوعد ولم يُختر للميقات والمُناجاة، والذي اختاره الله لنِجاءِه وجواره ووَاعده إيّاه إنما هو موسى كماصرح به المختارعزوجل:{وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةًوَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف:١٤٢]،{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[٥٢-مريم]،{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ}[طٰهٰ:١٣]،{…وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا}[النساء:١٦٤].
وقد ردّد الرُّجوع عن هذا التعقيب على سيّدنا موسى-عليه السلام- منذ عهد قريب في جامع “كاكْرَايْل” ببنغلاديش فقط، والواجب عليه إعلامه بكل مايتيّسر له من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتنبيه أتْباعه عن ذلك والتوكيد عليه.
٢-” التخلّف عن المشورة وترْكُها عندي أشدُّ من التوَلّي يومَ الزَّحف”.[18 ديسمبر، بعد صلاة المغرب في مسجد “بنغلاوالي” عام 2017م.].
قلت:والشذّ عن الجماعةوشذوذك بالقول أشد وأخطر مما تزعم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم توعدالمتفيهق والتارك لجماعةالمسلمين أشدّالتوعّد فقال:((إِنَّ أَبغضَكم إِليَّ الثَّرْثَارون المتفَيهِقُون)).وفي رواية:((إن أبعدكم مني مجلسايوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهبون)).وقال أيضا:((من شذّ شذّ في النار)).
٣-“المشْورة مثل الصّلاة، بل هي أهمّ وأعمّ(أشمل)من الصلاة،المشورة فريضةٌ كفريضةِ الصَّلاة بل أهمّ من فريضةِ الصلاة.فكَمايجِب القُدوم إلي المسجد للصّلاة كذلك يجب الحُضور في المسجد عند المشورة”.[البيان السابق].والله! إنه الضلال بعينه.
٤-وتفوّه أيضًا في الحِين نفسِه:”كان عمرُ-رضي الله عنه- يقول: ((ارْفعواالقضايا والمشاكل إلى المدينةلحلّها)) ؛ لإبقاء مركزيّتها وقدأزعِج الناسُ به، وهدَم عثمانُ-رضي الله عنه-الإطاعة، وهذا هوالسّبب الوحيد لانهيارخلافةِ المدينة”.
هذه تُهَمٌ كاذبةٌ (ألصقهاسعدالبهّات بهما وهما بريئان منها)،ومجازفة باردة على الخليفتين الراشدين المهديين المبشرين بالجنة رضي اللّه عنهما وأرضاهما.
٥-“كان السّلف الصالحون متصوّفة ولم يكونوا مُعاوِنين وأنصارًا للدّين، وإن أمكن بفضل جُهودهم أن تظهر الكَرامة منهم ولكن يستحيل أن يأتي النَّصر من عندالله الصالحون ذَوُو كرامة وليسوا بمجتهدين في الدّين”.
لاأقضي منه العَجب؛إذ استبدّ به العُجب، يدعي بذلك الدجال الختال أنه هوالقاعد المنتصر في مجال الدعوة والسلف هم قاصرون خاسرون، وينكر دَوْرهم الفعّال وتضحياتهم النادرة بالجدِّ والإخلاصِ في سبيل الدعوة إلى الله، وفضلهم الأكبر على الأمة.
قلت:الكرمةأمرٌ يُظهِره اللّه تعالى على أيدى أوليائه ولن يأتي به إلاّ الأوْلِياء،و”كراماتهم حق”والأولياء قد تكفّلهم اللّه تعالى:{{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِلَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}[يونس:٦٢-٦٤ ].فهل فوق ذلك نصرٌ وتأييدٌ؟؟
٦-“لابُدّ للمؤمن أن يهتمّ بالمَشورة بالحضورفيها اهتمامًا بالغًا كمايهتمُّ بالصّلاة أو أكثَر؛ لأن الصلاة تتعلق بذَاته فقط، فإنْ أدّاها في البيت (أوغيره) دون المسجد جازت صلاته وبرئت ذمته وإن قلّ الأجْرُ، ولكن تخلّفه وابتعاده عن المشورة يُؤدِّى إلى اهتزاز الدّين وزوَالِه، فإن كانت المشورة قُرَويّة خسرت الدعوة فيها خسرانا مبينا وإن كانت دولية فتلْحقها المضرّة بصورتهاالكبيرة،وإن كانت عالميّة فتنهار دَعائم الدّعوة في العالم بأسره”.
٧-“إنّ للمشورةفى هذاالعمل-عملِ الدعوة- أهمّية كبيرة بالنسبة إلى الصّلاة،وهي عامّة(بين الناس وشاملة لجميع الناس)،وإن المشورة فى هذاالعمل أهمّ وأعمّ (أشمَل) من الصّلاة”.
٨-“المشورة أعظمُ الأعمال(العبادات)الاجتماعية، وقد ذُكرت في القرآن مباشرةً بعد الصلاة،ولم يُذكر (أي من) الحج والزكاة والصوم مع الصلاة كمثلِها”.[في بيان له بدولة قطر في المُضِيٍّ القريبٍ].
٩-“إنه يجب الحضور في المسجد للاشتراك في المشورة،كمايجب الحضورفيه للاشتراك في الصلاة مصلاّها دون التعرض لأي شغل آخر-سواء كان دينيًا أودنيويًا-ولاتصح المشورة على حدةً كمالاتصح الصلاة بجماعتين في مسجد واحد ويحتم الأداء في الجماعة الأولى،فدَعُو مشورتكم على سنّتهاوسيرتها”.[18 ديسمبر، في مسجد “بنغلاوالي” عام 2017م.].
قلت:لا يُدْهِشُنِي ولايُثِيرُ إِعْجَابي واسْتِغْرَابِي أَمْرُ من لايعرف كوعه مِن بوعه،ويحسب كل بيضاء شحمة وكل سوداءتمرة، وضاعت فيه ملكة التمييز بين الطويل والقصيروالصحيح والسقيم والسمين والوخيم، وألمّ به الخبال وحل محل الدم من العروق،أواستهوته النفس والثراء وقدشغفها حبّا، وسحرته الإمارة والإمامة، واشترى الضلالة بالهدى فماربحت تجارته.
ياللخسارة!!أين الثرى وأين الثريا؟ف((الصلاة عماد الدين)) فمن أقامهافقد أقام الدين ومن تركهافقد هدم الدين، والفارق بين الإيمان والكفر ومعيارالمؤمن والكافر،والحق والباطل،والمؤمن المخلص والمؤمن المنافق،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بين الرجل وبين الكفرترك الصلاة)) [رواه مسلم]
وأيضاقال:((العهدالذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[متفق عليه]،وقال أيضا:((من ترك صلاة متعمدا فقد كفر))[رواه ابن ماجة].ومكانتهافي الدين بعد الشهادتين، قال تعالى:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[البقرة:٣].
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ :((بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَّا إِلهَ اِلَّا اللّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه رَسُوْلُه وَإِقَامِ الصَّلَاة…)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
وإن الله تعالى قد فرض على هذه الأمة خمس صلوات في اليوم والليلة، وأوجب لهاالجماعة، وأمر ببناء المساجد؛ لإقامتهافيها، وشرع الثواب الجزيل لحضورها، قال تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[البقرة:٤٣]،{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُواالزَّكَاةَ…}،[البقرة:١١٠]،{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}[الأعراف:٢٩]،{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[النور:٥٦]،{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الروم:٣١]، {…وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرضاحسناً…}[٢٠–المزمل].
وهمّ النبي صلى الله عليه وسلم بإحراق بيوت قوم لايحضرون الجماعة،فلايسع مسلماًيؤمن بالله واليوم الآخر أن يترك الجماعة في المسجد من غيرعذرشرعي فضلاً عن أن يترك الصلاة بنفسها، ولم يكتف على هذاالقدر بل أمر بتعويدالأهل عليها والدعوة إليها،قال تعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا…}[طه:١٣٢].وقَالَ رَسُوْلُ اللهِ :((مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم على تركهالعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)) [رواه أحمدوأبوداوود].وهي خير الأعمال وأحبهاإلى الله تعالى،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيمواولن تحصوا واعلمواأن خيرأعمالكم الصلاة))[رواه الإمام أحمد]وعن ابن مسعود رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله عزوجل؟قال:((الصلاة على وقتها))[متفق عليه].وهي أول مايحاسب به العبد من عمله يوم القيامة:((أول مايحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح،وإن فقدت فقدخاب وخسر))[رواه الترمذي]
وهي سبب دخول الجنة:((من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن من عند الله دخل الجنة))[رواه أحمد]،وفى رواية له((من علم أن الصلاة حق واجب دخل الجنة))[رواه أحمد]وفي صلاة الليل:((…وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ))[رواه ابن ماجة].
وهي تكفرالذنوب:((إن العبدالمسلم ليصلى الصلاة يريدبها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كماتهافت هذاالورق من هذه الشجرة)) [رواه أحمد]وقال أيضا:((مامن امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا وكانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهركله))[رواه مسلم]وفي صلاةالتسبيح:((إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ الله لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ…))[رواه ابن ماجة]، وبها تكفر الذنوب وتمحو السيئات وبهاتنورالقلوب وبهاترفع الدرجات.وهي أعظم وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، وأكبرعون للعبد على مصالح الدين والدنيا،وهي قوة روحية نفسية تعينه على مجابهة متاعب الحياة ومصائب الدنياقال تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين}[البقرة:٤٥].
وقال أيضا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[١٥٣-البقرة].وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة، ويقول : أقم الصلاة يا بلال أرحنا بالصلاة.[رواه أبوداوود وأحمد]وهي قوة خلقية تتقوى بهارغبته في عمل الخير، وتساعده وتحثه على ترك الشرومجانبة الفحشاء والمنكر:{…وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ…} [العنكبوت:٤٥]، ومقا ومة الجزع عند الشروالمنع عندالخير:{إن الإنسان خلق هلوعا *إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}[المعارج:١٩–٢٣].
فهي قوة تغرس في القلب مراقبةالله تعالى ورعاية حدوده والحرص على المواقيت،والدقةفى المواعيد والتغلب على نوازع الكسل والهوى وجوانب الضعف.وهي دعوة إلى توحيد الأمة في كل يوم وليلة خمس مرات تتجلى فيهاالوحدة الإيمانية والأخوة الدينية، تتلاحق فيها الأبدان، وتتعارف فيها الوجوه، وتتصافح فيهاالأيدى، وتتناجى فيها الألسن، وتتألف فيها القلوب، على الحب يجتمعون فيها وعلى الوديفترقون منها، يلتقون على وحدة الغاية والوسيلة، وأيُّ وحدة أبلغ وأعمق من وحدة المصلين في الجماعة: يصلون خلف رجل واحد هو (الإمام)،ويناجون ربا واحدا هو (الله)،ويتلون كتابا واحدا هو(القرآن)، ويتجهون إلى قبلة واحدة هي (الكعبة: البيت الحرام)، ويؤدون أعمالا واحدة من قيام وقعود وركوع وسجود،وحدة في القول والعمل ووحدة يشعرون فيهابروح الآيةالكريمة:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…}[الحجرات:١٠].
وهي جامع العبادات وسيدها؛حيث يجتمع فيها ذكرودعاء وتلاوة، وأقوال وأعمال،ويشترك فيها الفكر والقلب واللسان والبدن،اشترط الإسلام لها الطهارة والنظافة وأخذالزينةوالاتجاه إلى القبلة الواحدة، ووزعهاعلى أوقات النهاروالليل بمواقيت معينة، وحددلكل صلاة منها ركعات معدودة،ورتب كيفيتها على نسق يريد وكملها بماشرع فيها من جماعة وذلك كله بماشرع لهامن أذان وإقامة، والصلاة الإسلامية بهذه الصورة وتلك الشروط عبادة فذة لم تعرف هكذا في دين من الأديان. وهي أذكرللرب قال تعالى:{وأقم الصلاةلذكري…}وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((وإنما فرضت الصلاة وأمربالحج وأشعرت المناسك لإقامةذكرالله تعالى))[رواه أبوداوود] وهي ذِكر الله الأكبر عنده سبحانه وتعالى،قال تعالى:{… وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت:٤٥].فمكانة الصلاة من الدين مكانةالرأس من الجسد، فمالكم كيف تحكمون؟؟.
١٠-“المشورة في السيرة[النبوية]لأمور التنظيم فقط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور[أصحابه] في شؤون القتال.ينبغي الاهتمام بالمشورة في الأمور التنظيمية،وليس معناه أن تكون المشورة في عمل الدعوة وذلك منصوص”.
١١-“الدعوة (إلى الله) بدون الخروج (٢) والنصرة (من الله) ممالايتصور في أيام الصحابة(رضوان الله تعالى عليهم أجمعين)، ويحلم بهاالمسلم دون الخروج في يومنا هذا بل يحسب الدعوة بدون الخروج دعوةً وصُنعة حسنة، فالصحابة-رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- اجتمعوا علي النقل والحركة أي الخروج مأىةفي المأية١٠٠٪، ولايستثنى أحد منهم تقاعد عن الخروج،وهذه حقيقة ناصعة”.[١٨-ديسمبر٢٠١٧م.أثناء تعليم كتاب”حياةالصحابة”].
١٢-“نصْرُالله تعالى من الغيب يتوقف على النقل والحركة يعنى الخروج في سبيل الله.(قاله ثلاثا)لم يأتمرالمسلم أمرَالله هذا(وادْعُ إلى سبيل ربك…)مالم يخرج بنفسه في عمل الدعوة”[في اجتماع سَنْبَل بعد الرجوع].
والله سبحانه وتعالى يقول:{{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًايَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}}[٥٥—النور].
١٣-“يخرج المسلم ويسافربهذاالعمل لإشاعة الدين ونشره وهذا هوالذريعة لإشاعة الدين فحسب، وأمااختيار أي ذريعة غيره(الخروج) فرأي سَفَهٌ وفكرة بلْهاءٌ، والدعوة في سبيل الله جوّال-طواف سنّة مستقلة، ليس هذا مايقرب من السنة ولامايشبهها بل سنة ثابتةمستقلة”[في اجتماع سنبَل بعد الرجوع].
١٤—”{{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}}[التوبة:١٢٢].
وإذافحصنانظرًاتبين لناأن المراد من <<المؤمنون>>هم هؤلاءالعلماء أو اولئك الذين عليهم ذمة أي شعبة لشعب الدين،والذين يتحملون مسؤولية أي قسم في الدين. سأعرب لكم عن مهمة جدًّا:ولو أمعننا النظر وجدنا أن المأمورفي<<نفر>>هم اولئك الحضرات والنفر الذين على كواهلهم مسئولية مناطة لأي شعبة من شعب الدين، وليس هناك دلالة على أنه لايلزم الخروج للجميع.كان ابي بن كعب رضي الله عنه أقرأالصحابة ولقب ب”سيّدالقرّاء” قد فاتته سنَةٌ من الخروج وقعد بعيدا عن الخروج فيها فكان دائم الحزن والكآبة تأسّفا وتلهّفا على فواتهاومغادرته لتلك السنة، والسّرالكامن في قعوده عن الخروج أنه أمِّر للجماعة غلامٌ- حديث السن- زعمًا بأنه لايناسب العمل-عمل الدعوة- في إمارته وظل قيادته، قال أبي بن كعب رضي الله عنه:فكنت ألوم وألاعِن نفسي واتحسر عليها واشعربالندم فيمابعد قائلا: مالي بصِغَرالأمير وكِبَره؟وماعلاقتي معه؟؟…”.
سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم على الصحابي الجليل-رضي الله عنه- وهو بريء منه كل البراءة، وتفسيرباطل مردود.
قلت:الآية صريحةالدلالة، واضحة المعنى: أن لاينبغي للمؤمنين أن يخرجوا جميعًاللجهاد في سبيل الله والدعوة إليه،والتفقه في الدِّين،أو لأمرٍ ما، كمالا يستقيم لهم أن يقعدوا جميعًا،بل يخرج من كل فرقة منهم طائفة للجهاد،وأخرى للدعوة،وأخرى للتفقه في دين الله وما أنزل على رسوله، وينذروا قومهم بما تعلموه عند رجوعهم إليهم، لعلهم يحذرون عذاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}[الإسراء:٧٢].
١٥-{{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}}[الأحزاب: ٣٤].
قال في تفسيرهذه الآية:”تتلو النساء القرآن الكريم ويذا كرنه داخل بيوتهن مجتمعاتٍ……”.[١٨ديسمبر جامع ‘بنغلاوالي’ عام٢٠١٧م.].
بينماالتفسير الصحيح للآية:واذكرن ما يتلى في بيوتكن من القرآن وهدي النّبوّة أو أحكام القرآن(حديث الرسول صلى الله عليه وسلم)، واعملن به، واقدُرْنه حقَّ قَدْره، فهو من نِعَم الله عليكن…وماهو إلا افتراء على الله سبحانه، ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب؟؟وهل هناك بيّنة وقرينة تدل على وجوب تلاوة القرآن ومذاكرته على الهيئةالاجتماعية للمرأة؟؟.
١٦-“اليوم يرِنّ جرس الهاتف النقال في الجيوب والصلاة قائمة مستمرة،وهم في صلواتهم يهِيمون، وكان عليه أن ينقض الصّلاة،ويوقف تشغيل الهاتف ويغلقه؛لإنقاذ نفسه من الخطيئة، ولايبالي ماخطربباله ويدَعَ ماحاك في نفسه:كيف أغلق وأنافي الصلاة؟”.[٢٣ديسمبرعام٢٠١٧م.بعد الرجوع].
فقد أفتى برأيه واجتهاده دون الالتفات إلى مافصّله علماء الأمة وفقهاءالملة في المسألةتمامًا.
١٧-“هذه هي المشورة العالمية للمركزالعالمي، وليس هناك فسحة للفصل بين شيئين؛بأن تكون المشورة العالميةفي مركزٍ والمركزالعالمي آخر، ولايمكن ذلك ولوفي يوم البعث؛لأن هذا(نظام الدين)مركزعالمي ولايزال مركزًاعالميًا إلى أن تقوم الساعة”.[١٩يوليوعام٢٠١٧م.].
كأنه اطلع على ظهرالغيب أو اتخذ عندالله عهدا.
وبالغ عليه فى الردّ الأستاذ المفتي سلمان المنصور بوري-حفظه الله-فى مجلة”نداءشاهي”الشهرية، وقال بعدأن غلّطه ونبّه عليه: لقد تجاوزالحدّ في هذه القالة؛إذ الغيب لايعلمه أحدٌ إلّا الله.
١٨-“عندمايتم القضاء على الحياء اعتقد الناس أن الحياء هو ماسيفعله وجميع مايرتكبه من الذنوب والخطايا سرًّاوإخفاءً.لا،والله!إن الإتيان بالسيئات والمنكرات مختبياوسرا لفسق ووقاحة،وأما جهاراوعلنًا فليست من الفسق والدعارة، واليوم قدانقلبت الأفكار الإنسانية رأساعلى عقب والجميع تمتلكهم الأفكار المشوهة، وبسبب تدهورهم الدّيني يحسبون الخطيئة في الجهروالعلن فسقا وتواقحا، ولكنني أقسم بالله! أن الجريمة في الجهروالعلن ليست من الفسق والمجانة، وإنما الفسق والمجانة هو في السر والإخفاء”.[في اجتماع أَوْرَنْغَاباد قلت: الناس على فطرتهم السليمة التى فطروا عليها بل تغيرت عقليته وهانت عليه إنسانيته وانهارت دعائم أخلاقه ودينه، وسولت له نفسه تشويه الدين وتفسيرالقرآن تبعالهواه وتضليل الناس، وقدجبل عليه، أو تأثر بأي ديانة خرافية أخرى، أوكماقيل:إنه اشتراه اليهودوالنصارى.
١٩-“أطعم النبي صلى الله عليه وسلم الْجُبْنَ (ما جُمِّدَ من اللَّبَن وصُنِع بطريقةٍ خاصة) أحيانًا، وربما قام بتوزيع الأرْطاب والتمور وقال:((كلوا!هذه وليمة أمكم)).وكل هذه الزيجات تم القيام بها بهذه الطريقةاستثناءً منها زواج زينب رضي الله عنها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعد اللحم والخبز في ذلك العرس.
ماأعظم شأن الله وجلّت قدرته!! أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أصيب بالأذية والعنت في الأعراس التى تمت من جهته وبرأيه، وهذا أمرٌيَدْفعُنا إلي التفكر فيه؛إذأصابته الأذية والعناء بِمَدْعاة إعداد الخُبزواللحم”.[في اجتماع أَوْرَنْغْ اباد].
إن هذا إلامجرّدُ تقوّل وإفك مبين في شأن سيد المرسلين، وحبيب رب العالمين،ونقد قاسٍ غليظ على سنة الوليمة العظيمة.والعياذبالله!
قلت:إن كان الأمركذلك فلم أمرالنبي صلى الله عليه وسلم جابرًا رضي الله عنه بالوليمة؟ وقال:((أولم ولو بشأة)).ومن الخناس الذي روى لك ذلك؟؟
أيها الشيخ! تذكر ماقاله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدافليتبوأمقعده من النار)).
وخلال تصريحات مولانا سعد -هداه الله- وبياناته، سوف تجد كثيرًا من التفاسير الباطلة المبنية على هواه للاٰيات القرآنية والأقاويل والاجتراءات على الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وبعض الاعتراض والتعقيب والانتقاد الشديد على سنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وإن كل سنة من سننه صلى الله عليه وسلم هي مثل أعلى وأسوةحسنة للأمة ومنارة التوجيه ومنبع الهداية،و كل سنة من سننه صلى الله عليه وسلم تتضمن السلامةوالنجاة للعباد.
وقد اتضح من خلال النقاط السابقة وضوح الشمس: إنه عاد على عادته القديمة بعد رجوعه ومازال يتفيهق بين الفينة والفينة،وجعل يكثر من الهُجر بمالا يُحمد عقباه، ويتسكع في الظلام ويتمادى فى الباطل ويتخبّط فى الزيغ والضلال خبْطَ عشْواء، وكاد إذا رأى العلماء إلي مقابله يُجنّ (جنونه) من الغيظ.
بدل أن يتوب ويتخلى عن تلك الفعلة الشنيعة والأقاويل الوضيعةالمردودة خلال خطاباته ومواعظه. ومن ثَمَّ الأمل والاحتلام في أنه سيمتنع عن مثل هذا الكلام في المستقبل آمال وأحلام بعيدة عن الواقع وماهي إلاأضغاث أحلام، ومن الصعب جدا أن يرجع من أقواله،وأن لا يتقوّل بها بَتّةً، فلذا نرجو ونطلب من القراءالكرام الامتناع عما يتشدق به والتفكر لحماية النفس والأمة بأكملها من هذه الأقوال المشوهةالمضللة. ونسأل الله-عزوجل- أن يعوذنا من الفتن ماظهر منها ومابطن…
أللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
-هذا وصلى اللّه تعالى على الأنبياء وعلى نبيِّنا محمد وآله وصحابته أجمعين. آمين-
الكاتب: أستاذ الحديث النبوي الشريف ورئيس قسم الأدب العربي بمركزالإمام مسلم رحمه الله، كوكس بازار