تفشي ظاهرة الإغتصاب في مجتمعنا
تقول الاخبار الشائعة في الجرائد الوطنية من اول يناير الى نهاية يوليو 2019 – ورصدتها منظمة حقوق النساء بنجلاديش- ان 731 مرأة تعرضت للاغتصاب وقتلت حوالي 276 منهن بطرق بشعة ووحشية، ولا شك ان حالات الاعتداء على النساء والاغتصاب والتحرش في تزايد مستمر في العالم بل الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وكندا والسويد بالإضافة إلى بعض الدول النامية مثل الهند وسريلانكا تشهد ارتفاعا ملحوظا في الاعتداء والاغتصاب ولكن من العيب لمجتمعات وبلدان مسلمة كبنجلاديش التي يؤمن إهلها بمنظومة كاملة للقيم والأخلاق وترأس حكومتها مرأة أن تعاني من هذه الظاهرة اللعينة ومن المفروض أن تكون جريمة اغتصاب النساء سلوكا شاذا في مجتمعنا كما كان الأمر في المجتمعات الإسلامية السابقة حيث القيم القوية فيها روعيت والحدود الزاجرة طبقت والأبواب على الفجوراقفلت وطرق الدعوة إلى التبرج أغلقت.
ولكن مع الإسف كل حادثة من هذا النوع يفوق او يشابه نظيرتها في القسوة والعنف والهمجية ،حيث تم التخلص من الضحايا بإحراق الجثة بالنار إحيانا او رميها في النهر او دفنها في التراب اوخنقها في حالات أخرى وهي الأخرى بعد المخدرات تهدد سلامة الأفراد وأمن المجتمع وتقوض الأسرة.
واختلفت الحلول المقدمة والمطروحة للمشكلة بسبب الاختلاف في المرجعيات ونحن نقول انطلاقا من المرجعية الإسلامية بان الإنفجار الجنسي والتفكك القيمي والثقافة الإباحية والجنسية وضعف القوانين الوضعية والإختلاط المسموم بين الجنسين في أماكن العمل والدراسة من شأنها ان تخلق حالة من التهيج والإثارة المتتابعة وتسعر نارها وسائل الاعلام الساقطة والأفلام الهابطة والمسرحيات الماجنة ومواقع التواصل الاجتماعي المنحرفة التي تحبب الى النفوس العلاقة الغير المشروعة بين الجنسين خارج إطار الزواج وهل من المسوغ ان يتم كل هذا بإسم الثقافة والترفيه والفن ثم نبكي مايترتب عليها من دمار الأسرة وخراب المجتمع وهلاك النسل وتشريعات الإسلام تحفظ عرض المرأة وحياءها وتنهاها عن الملابس العارية والغير المحتشمة وتأمرها بغض البصر عن الرجل وعدم الخلوة به الا بمحرم كما تأمر الرجل بغص البصر عن المرأة وتذكره بان المرأة أخت أحد أو أمّ أحد أو بنت أحد كما ان له أختا وبنتا وأما ووضع حدودا زاجرة ورادعة لمن يهتك عرضها او يتهمها في عفتها بدون شاهد وفي مجتمع يرسمه لنا الإسلام الزنا حالة نادرة والإغتصاب امر لا يتصور فيه والتاريخ الطويل لأمتنا خير شاهد على ذلك.
ولانتفق مع من يقولون من المرجعية العلمانية ان النظرة الدونية الى المرأة والجهل والفقر وطغيان الفكر الذكوري الذي لا ينظر الى المرأة الاكوسيلة للمتعة واشباع اللذة هي المسئولة عن تفشي هذه الظاهرة اذ هي موجودة في مجتمعات متطورة وراقية وفي طبقات متعلمة أيضا وفي أمريكا تغتصب مرأة في كل 90 ثانية مع ان الطرق والوسائل بشتى انواعها بالتراضي لإشباع الغريزة متاحة ومفتوحة ولا يجرمه القانون والمجتمع ،
فالحل لا يوجد في وضع القوانين الجديدة ان لم تطبق القوانين الموجودة وأين تجد المرأة ملاذا آمنا ان اغتصبت في مخفر الشرطة وبرجالها؟ ويجب اتخاذ خطوات ملموسة وفعالة على ضوء التوجيهات الربانية والشريعة الطاهرة لقطع الطرق امام السيل المتدفق للتبرج والسفور والفحشاء ولابد من جهود متكاتفة على جميع المستويات أسرة ومدارس وإعلاما وحكومة فيضيق على ابواب واسباب الإنحلال وتسهل اسباب ووسائل الإحصان والعفاف لينشأ جيل سوي الأخلاق يحترم الجنس الأخر …