العلاّمة محمد رحمت لله كوثر النظامى ارتحل الى جوار رحمة لله- تعالى-
قلم التحرير
قد نعيت الحلقة العلمية والمثقفة وأهال المدارس الدينية بوفاة الأستاذ الأديب الأريب المؤرخ اللبيب العلاّمة محمد رحمت الله كوثر النظامى وهو عالم كبير، أديب بارع، كاتب مثالى، محدث فخيم، أحد من الأذكياء المتخرجين فى الجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ بنغلاديش متصف بصفات علمية طيبة وأخلاق كريمة، ملتزم ومحترم الضابطة، وكان اكتسب السمعة بين الأوساط المثقفة بحسن خلقه وأداء أمانته، ومسئوليته فى مجال التعليم والتربية وإدارة المنظمة وغيرها. وأكبر ميزاته قيامه بضيافة الضيوف وإكرامهم حيث كانت مائدته عامة لكل من زاره من الاساتذة والطلاب عامة أهل الشغف.
وكان تولّد فى أسرة شريفة بعلاقة عثمان فور ميرسرائ، شيتاغونغ، والتحق بالمدرسة الحافظية العزيزية جمال فور ميرسرائ بعدأن أتم قراءة القران الكريم بالنظر عام 1953م وتدرس فيها إلى المرحلة المتوسطة (صف الكافية) وأخذ العلوم الإسلامية منها إلى مرحلة التكميل فى الجامعة الإسلامية فتية، شيتاغونغ، بنغلاديش، ثم تخرج فيها عام 1967م ، وكان والده عالما ربّانيا مخلصا خليفة للشيخ العلاّمة المفتي عزيز الحق (رح ) فقد ربّاه والده العطوف فى قالب القران والسنة، ثم بدأت حياته التدريسية بأن قرّر مدرّسا فى مدرسة عالية بكهولنا، ثم ظل يدرس بالمدرسة الحافظية العزيزية جمال فور ميرسرائ شيتاغونغ وقام بالتدريس هناك إلى عشر سنوات بجودة وامتياز، ثم أنتخب كالاستاذ للجامعة الإسلامية فتية، شيتاغونغ عام 1977م .
فمابرح يتقدم تدريجا فى مجال التدريس؛ حتى أدّى مسئوليات تعليمية شتى عبر الحياة العملية بجودة وأمانة كاملةكمسئولية منظمة معاهد تحفيظ القران الكريم وإدارة الامتحانات المركزية لهيئة اتحاد المدارس الأهلية بنغلاديش؛ حتى أصبح أسوة فى الأمانة وأداء المسئولية – ومن المعلوم أن الفقيد ولوكان قرّر عميد المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية فتية؛ فصار محدثا أعلى بها.
وماتأثر بالمادّية قطّ، كانه زاهد فى الدنيا، وألف تأليفات شتى فى مختلف المواد العلمية، ولكنه لم يحرص الى المفاد المالى فى ذالك؛ حتى يعتبرتابعا للأسلاف المؤلفين الذين ألفوا كتبا مختلفة بخلوص النية وغرض الخدمة الدينية فقط فبهذا الاعتبار انه كان خلف الأسلاف والأكابر الذين هم أسوة الصحابة والتابعين وتبعهم من الأئمة المجتهدين.
ومن المعلوم أنه قد أصيب بأمراض حاسمة منذ السنين الطوال أكبرها مرض الكلى؛ حتى إنتقل الى رحمة الله تعالى بهذا المرض الهائل فى الساعة الثامنة صباحا، يوم الثلثاء 11 من شهرذي الحجة 1440ﻫ الموافق 13 من شهر اغسطس 2019 م، فإنا لله وانا إليه راجعون.
وقد ساهم في جنازته ألوف من العلماء و المشائخ والطلبة والأحبّاء وعامة المسلمين حتي تعجب بوفيرالحاضرين فهذا يدلّ علي أن الفقيد شخصية بارزة وعالم موهوب ولكنه ما اشتهي إبرازشخصيته وإشاعة موهبته المكنونة فوفاته خلل عظيم في مجال التعليم والتربية والتاليف العلمي
ففقدنا عالما مخلصا زاهدا مؤلفا مثاليا وكاتبا لتاريخ الإسلام فنعزّي أسرته وأقربائه وجميع من أحبّه مع تشجيعهم للصبر والسلوان
فاخيرا ندعو الله- سبحانه وتعالي- ليغفرخطاياه ويتقبل صالح أعماله ويسكنه في جنة الفردوس