الاعتداء على العفة و مسئوليتنا في منعه

الاعتداء على العفة و مسئوليتنا في منعه

محمد زاهد الله صفا

الاعتداء هو الزنا بالجبر ( raping) وهي جريمة عظيمة و داء ديني واجتماعي

ونحن نشاهد في هذه الأيام أن هذه الجريمة تزداد يوما فيوما ،وتغشى الاجتماع والبلاد كلها حتى صارت مشكلة عظيمة و فُزعة خطيرة في طول البلاد وعرضها.ما من يوم طلعت  فيه شمس إلا اعتُدي على فتاةٍ أو اغتُصبت شابّة أو سُلبت طفلة.لا تأمن من هؤلاء الذئاب البشرية عجوز ولا صبية حتى تصير العجوز لستين سنة و الصبية لخمس سنين ضحاياهم.

ومن الحقيقة النادرة أنهم لا يرتكبون هذه الفاحشة خُفية وسرًّا الآن ،بل يغتصبون  المرأة علانية ويعتدون عليها في الطريق وفي الساحة الواسعة وعلى الحافلة الجارية.تُرْبط بيديها ورجليها فيتناوب الاعتداء عليها واحد تلو واحد. ولا يقتصرون على هذا، بل يقتلون مغصوبة العفة بطريقة وحشية أحيانا. وكم من أخبار نشاهد فيها يُعتدٰى على البنت بين يدي الوالدين وتُغتصب الأخت من يد الأخ والزوجة من يد الزوج والأم من أيدي الأولاد.يا للوحشية وللإنسانية!

الأسباب والدواعي إلى الاعتداء:

وممالايتطرق إليه أدنى شك وارتياب أن الاعتداء له أسباب ودواع.منها عروة النساء وخروجهن غير محتجبات وكذا الخروج في الملابس الغير المحتشمة والشهوة الجنسية غير المشبعة ومشاهدة الأفلام والسينما والمسرحيات الفاحشة المثيرة للشهوة والقراءة في المجلات والجرائد الفاحشة والمخالطة الحرة بين الجنسين والتجول في الساحات الفاحشة من الإنترنت.

ومن الجدير بالذكر أن منع الأولاد والبنات عن النكاح بعد بلوغهم الحلم و الاشتياق إليه أُسْريا أو اجتماعيا بأي طريق وحيلة كان مما يمهد طريق الزنا ويدعو إلى الاعتداء.

عقوبة الزنا والاعتداء في الاسلام:

من المعلوم أن الإسلام لا يفرق الاعتداء والزنا بالجبر عن الزنا البسيط.فسدَّ باب الزنا من أول أمره حيث أمر النساء بالقرار في البيوت أولا وأمر بالاحتجاب والستر عند الخروج ثم أمر الرجال والنساء بغض البصر ومنعهم عن المخالطة والمجانسة الحرة وعن قرب الزنا بقوله “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا”كما عين الحدود بالرجم والجلد حيث قال الله تعالى” الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مأة جلدة”(النور 2)وعن عبادة بن الصامت قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-:”خذوا عني ،خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا؛البكر بالبكر جلد مأة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مأة والرجم”

وعن وائل بن حجر قال:استكرهت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها ولم يذكر أنه جعل لها مهرا(ابن ماجة 2598))

وعن نافع قال إن عبدا من رقيق الإمارة وقع على وليدة من الخمس،فاستكرهها حتى اقتضها فجلده عمر الحد ونفاه،ولم يجلد الو ليدة (صحيح البخاري(6949)

ثم الاعتداء غالبايحتوي على أمرين الأول الزنا والثاني المحاربة أي التخويف والإرهاب وما إلى ذلك.فيعاقب المعتدي أشد وأكثر من الزاني البسيط حتى يقام عليه حد الزنا والمحاربة كليهما.

مسئوليتنا في منعه:

قرائي الاحبة في الله! نحن أفراد من البلاد وأعضاء من المجتمع فعلينا مسئوليات تجاه الأمة، ولنا واجبات في إصلاح المجتمع ؛فيجب علينا أن نتخذ بعض الأساليب في سد الاعتداء لبناء المجتمع الذهبي .منها١- أن نُعوّد بناتنا وأخواتنا على الاحتجاب والتستر منذ أعمار الورود. ٢-تربية الأولاد والبنات على التعاليم الدينية والأخلاق الحميدة. ٣-توقيف التعليمات المختلطة.٤-تفريق عمل النساء من عمل الرجال.٥-أن يراقب الوالدان والأولياء أولادهم وبناتهم داخلا وخارجا.٦-أن يبعدوهم عن مشاهدة  الأفلام والسينما المثيرة للشهوة وعن البرامج الفاحشة من الإنترنت.٧-أن يقوموا بتزويجهم بعد أن يبلغوا أشدهم.٨- إقامة الحدود وتنظيم العقوبة على الزنا والاعتداء اجتماعيا ورسميا.

أسئل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. 

الكاتب: طالب قسم اللغة العربية وادابها بالجامعة الإسلامية فتية، شيتاغونغ، بنغلاديش.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn