الأستاذ مولانا محمد إسماعيل انتقل الى جوار ربه الجليل
قلم التحرير
إن المدارس الدينية فوجئت بنعى وفاة الأستاذ محمد اسماعيل -رحمه الله رحمة واسعة- وهو عالم مخلص أصغر ابناء المفتى عزيز الحق – تغمده الله بغفرانه وأسكنه بحبوحة جناته-الرئيس المؤسس للجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ بنغلاديش- الذى قضى حقبه من الزمان حتى الوفاة كأستاذ أعلى بالجامعة الإسلامية فتية، وكان له دور كبير فى خدمة الإنسانية خصوصا فى المساعدة المالية للعلماء المنكوبين وضعفاء عامة المسلمين دون ميل الى الرياء والسمعة؛ حيث لايكون مشتهرا فيما بين زمرة العلماء.
كان تلقى العلوم الإسلامية من مراحلها الأولى إلى مرحلة التخرج فى جامعة فتية تحت إشراف أخيه الأكبر الشيخ الحافظ محبوب الرحمن –رحمه الله- وكان توفّى والده عند طفولته، ففوّض زمام تربيته على الشيخ الحافظ محبوب الرحمن –رحمه الله- وقد ربّاه كتربية والده بكل اهتمام بالغ ومحبة مخلصة وإشراف تامّ حتى تخرّج عام 1398ﻫ الموافق عام 1979م: -وكان تولّد عام 1956م.
فكان انتخب كأستاذ أعلى بالمدرسة العزيزية قاسم العلوم دوهزارى صندنائش، وقام بخدمة التدريس لسنوات عديدة فيها، ثم قرّر كأستاذ أعلى بالجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ، ومن أهم ميزاته فى مجالات الحياة الإنسانية الثبات على الأسوة والطريقة التى سلك عليها والده البر الكريم الشيخ العلاّمة المفتى عزيز الحق – طاب الله ثراه وجعل الجنة مثواه- ومافتى اهتم اهتماما بالغا بالحجاب الشرعى فى أسرته، ومما يتميزبه الفقيد من الأخلاق الإسلامية أن يقول قولا حقا ومواجهة الأراء الفاسدة؛ حتى لم يخف فيه لومة لائم، وكان ممتازا فى حسن الضيافة وإكرام ضيوفه.
وكان قرّر مديرا للمدرسة العزيزية قاسم العلوم دوهزارى صندنائش عام 2006م فى جلسة انعقدت تحت إشراف المجلس الاستشارى ، وقد شاء الله أن تلك المدرسة تتقدم تقدما حثيثا تحت حسن إدارته حتى اشتهرت بين الأوساط العلمية المثقفة فى أسرع وقت تعليما وتربية وتعميرا كما لايخفى لدى من له صلة وعلاقة بها.
ومن المعلوم ان الفقيد قد أصيب بمرض مستعص حسّاسية منذ سنوات طويلة؛ حتى توفّى بشدة مرض الخناق، ثم انتقل إلى جوار رحمة الرب تعالى عند الساعة الثانية وأربعين دقيقة فى ليلة يوم الاربعاء بتاريخ 6 من شهر ذى الحجة عام 1440 ﻫ الموافق 8 من أغسطس 2019م، ففقدنا عالما مخلصا نجيبا كريما شريف النسب فمحياه البهيج الجميل يذكرنا والده الشيخ المفتى عزيز الحق –نوّر الله مرقده- حيث كان شبيها به صورة وسلوكًا.
ومن أهم ميزاته لم يحرص بالرتبة والمادّية قط، وكانت وفاته خسرانا كبيرا للعمل الاسلامى، لاسيما المدرسة العزيزية قاسم العلوم دوهزارى صندنائش، وقد حضر فى جنازته ألوف من طلاب وأساتذة وعامّة المسلمين فى يوم مطير من الأيام المعطلة للأضحية.
ونحن إذ نعزى أولاده كمولانا عاشق والمقرئ محمد إعزاز ومولانا جابر ومولانا باقر مع أسرته وأقربائه، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر الجميل