روعة الاجتماعية في الإسلام
الأستاذ عبد السلام الرياضي
لاشك أن الإسلام هو دستور الحياة المتكامل ونظامها الشامل، يغطي كل جوانب الحياة ويعالجها حتى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما برتبط بها المجتمع البشري ارتباطا ما ومن هنا فإن الإسلام له وجهة نظر خاصة لكل مايواجهه ويقابله البشر في واقع حياته، فلقد عُني هذا الدين بالأمور الاجتماعية عناية فائقة ليست عناية بعدها.
فصرف الإسلام كل همّه نحو المجتمع، وبذل كل ما في وسعه لإصلاح ما فى المجتمع من المفاسد والمضار التي هي كالأمراض الفتاكة فى جسد المجتمع، ليكون المجتمع مجتمعا نقيا طاهرا، فكأن المجتمع باقة الزهور.
ومن المعلوم أن المجتمع يتكون من الأسر، والأسر تتكون من الأفراد، والمراكب يكون نفيسا بقدر نفاسة العناصر وجودتها، فكما أن الأسرة أول لبنة للمجتمع، كذالك الفرد أول لبنة للأسرة، لذا اعفتنى الإسلام اعتناء لااعتناء فوقه في إصلاح الأفراد، وتزكيتهم وتطويرهم لتتكون منهم الأسر الطاهرة النقية، ويتكون منها المجتمع المتمدن الزاهي… وفيما يلي نموذج لتربية النبي- صلى الله عليه وسلم- لإصلاح الأفراد والأسر والمجتمع.
تربية النبي لإصلاح الأفراد:
كون النبي-صلى الله عليه وسلم- شخصيات الصحابة تكوينا شاملا على القيم المثلى والشيم النبيلة والسلوك الحسن والتعامل الرفيع والذوق السليم، فأصبحوا على قمة كل ما يرتبط بالحياة الإنسانية. لإنهم تربوا تربية إلهية قرآنية نبوية، ومنهم تكون الأسر المسلمة الراقية والمجتمع النبوي وبتسمية أخرى الدولة الإسلامية التي هي أرقى المجتماعات البشرية من كل ناحية فى التاريخ الإنساني.
وبهذا المجتمع فإنه -صلى الله عليه وسلم- قد غيّر مجرى التاريخ، وأحدث أغرب انقلاب، فلما كان للإسلام أصوله الخاصة للتربية الاجتماعية التي ربى عليها أفراد مجتمعه كان لزاما أن أسرد بعض الأهم منها، وهي كالتالي:
تحريم كل ما يفضي إلى خلل فى الاجتماعية:
فقد حرم الإسلام كل ما يسبب الخلل فى المجتمع، ومن هنا حرم الغيبة والنميمة والقذف والزنا، فإن كل ذالك يورث التباغض فيما بين الناس، ويوقظ الحمية ويثير الغيرة بل يوقد جذوة الانتقام الذي ربما يشن نار الحر.
غرس الروح الاجتماعية في الأفراد:
حاول الإسلام لغرس الروح الاجتماعية بكل معانيها، قال –صلى الله عليه وسلم- لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا. (رواه مسلم). وقال أيضا فيما أخرجه البخاري:”المؤمن كجسد واحد، إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر جسده باسهر والحمى”.
الحث على التماسك الاجتماعي:
يقول المعلم الاجتماعي – صلى الله عليه وسلم- من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا”.
التهديد على تعاطي ما يخالف الاجتماعية:
يقول الطبيب الإجتماعي –صلى الله عليه وسلم- والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه”.
سماحة الإسلام في الاجتماعية:
وقف الإسلام في هذا الصدد موقفا سمحا، حتى أذن للمسلم أن يتزوج من النصرانيات واليهوديات رغم اختلافهم في الديانة ووجهة النظر جذريا، وأباح لهم مآكلهم ومشاربهم، وذلك ليعيشوا عيشة الاجتماع دون صراع وصدام بين ملة من ملة وناس من ناس.
الكاتب: أستاذ الحديث بجامعة دار المعارف الإسلامية، شيتاغونغ