بناء الأخلاق من خلال أركان الإسلام الخمس
بقلم : فضيلة الشيخ المفكر الإسلامي الكبير محمد عبد الحليم البخاري
مكارم الأخلاق تحتل اسمى مكانة وارفع درجة فى الإسلام ويجد المتأمل في النصوص القرأنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة امور الأخلاق بان لها علاقة قوية وطيدة بكل ركن من اركان الإسلام
ولاغرو اذن ان نسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فبذلك حدد النبي صلى الله عليه وسلم الهدف الأسمى من بعثته والغاية العظمى من رسالته ولما اخبر صلى الله عليه وسلم خديجة الكبرى رضى الله عنها عما تلقاه فى غار حراء من الوحي الإلهي قالت: كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق “وكل ماذكرته زوجته الوفية البارة من خصال البر هي من مكارم الأخلاق الفاضلة واتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ويقسم الله عزوجل بخلقه ويقول “وانك لعلى خلق عظيم” وامور الأخلاق ظاهرة جلية في مقاصد وغايات اركان الإسلام، التوحيد هو أهم الأمور العقدية ولكن في نفس الوقت قضية أخلاقية واضحة إذ الشرك بالله فى ربوبيته او في الوهيته او في صفاته العلى وأسمائه الحسنى نكور للجميل وجحود للنعمة قال الله تعالى” وقالوا اتخذ الرحمن ولدا *لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * ان دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا *
وكم أمر الله عزوجل عباده من خلال الآيات القرانية ان ينظروا ويتفكروا بما سخر الله لهم من السموات والأرضين، الاشجار والأحجار، الانهار والبحار وغير ذلك
واما الصلوات الخمس المفروضة ففيهامقاصد نبيلة وفوائد عظيمة يقول الله سبحانه وتعالي “وأقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” فالتخلي عن الرذائل والتحلي بالمكارم هوما يترتب على الصلوات التى تؤدى لله عزوجل على هدى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
واما الزكاة المفروضة على الأغنياء والموسرين من المسلمين لانفاقها على الفقراء والمساكين فهى تطهر النفوس وتزكيها من الآثام و أدناس الشح و أمراض البخل وتغرس المعاني الكريمة للإيثار فيهم ومشاعر الحنان للمعسرين والمعوزين يقول الله سبحانه وتعالي “خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم “
وصيام رمضان حين كتبه الله على عباده واوجبه على القادرين منهم بين الفضيلة مع الفرضية “يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون “فالمقصود من حرمان الأبدان من اطايب الطعام ولذائذ الشراب من الفجر الى غروب الشمس هو السمو بالروح والتحلي بمكارم الأخلاق ويتبين ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه
وكذلك الحج فرضه الله على المستطيعين من المسلمين فليس سياحة او نزهة يقول الله تعالى ” الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلارفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” وجاء فى الحديث عن ابي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه، هذه هي اركان الإسلام وتلك هي مكارم الأخلاق.
الكاتب : رئيس الجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ
وامين عام هئية اتحاد المدارس الأهلية بنجلاديش