ﻟﻤﺎذا ﺿﺎﻗﺖ علينا اﻷرض ﺑﻤﺎ رحبت؟
محمد حفيظ الرحمان
وﺻﺮاخ اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ وﺑﻜﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺻﻴﺎح المسلمات المظلومة أﻟﺰﻣﻨﻲ أن آﺧﺬ اﻟﻘﻠﻢ وأﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ عن أﺣﻮاﻟﻨﺎ اﻟﺮاهنة، وأﺑﻴﻦ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻳﺘﻘﺎﻃﺮ ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻣﺎء رجاء لأن ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﻢ روح الشعورﺗﺠﺎه اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻴﻘﻮﻣﻮا ﺑﺎﻟﻜﻔﺎح ﺿﺪ اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻌﺎدﻳﺔ.
ﻓﻲ العصر اﻟﺤﺎﺿﺮ أن اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻮاﺟﻪ ﻛﺎرﺛﺔ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﻢ أﻓﻀﻞ اﻷﻣﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻷرض وأن ذﻟﺔ المسلمين ﺗﺰداد ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮورالأيام واذا ﻧﺴﻤﻊ ﺻﺮاخ اﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ أي ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺈذا ﻫﻢ المسلمون، ولانجد ﺑﻠﺪا ﻣﻦ اﻷرض ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺔ اﺿﻄﻬﺎد أﻋﺪائه من الظلم واﻟﻔﺴﺎد واﻹرﻫﺎب فيضطربون ويبقون ﻣﺘﺤﻴﺮﻳﻦ ومندهشينﻛﺄﻧﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷرض ﺑﻤﺎرﺣﺒﺖ .
ﻛﻤﺎ أن اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﺑﻼدﻫﻢ ودﻳﺎرﻫﻢ واﺣﺪا إﺛﺮ واﺣﺪ مثلا ﺳﻠﺒﺖ أرض اراﻛﺎن ﻣﻨﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻊ أن ﺣﻜﻮﻣﺔ المسلمين ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ أوأكثر وأﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪت ﻣﻨﺎ أرض ‘اﺳﺒﺎ ﻧﻴﺎ’ وﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﻣﺎﺋﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ. وأﻳﻀﺎ ﻏﺼﺒﺖ ﻣﻨﺎ أرض اﻟﻘﺪس وإﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ تحت رئاسة الاﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ. واﻟﻘﺪس ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد الأقصى ﺣﻴﺚ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ واقعة اﻹﺳﺮاء واﻟﻤﻌﺮاج وﻛﺎن ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ أﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرة الاسلامية وﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ودﻓﻨﻮا وﻣﻨﻬﻢ المسيح ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم.ورزﻗﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ الخيرات الطبعية واﻟﺒﺮﻛﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ.
أﻳﻬﺎ اﻟﻘﺮاء! ﻓﻤﺎهى ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪس؟ ﻣﺮ ﺗﺎرﻳﺦ القدس ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻤﻬﻤﺔ. وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﻜﻨﻌﺎنيون واﻟﻘﺪس:ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮن أول ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺪﻳﺎر ﺣﻴﺚ استوطنوها وﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻤﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻗﺪ دﻟﺖ اﻵﺛﺎر التاريخية ﻋﻠﻰ ذلك
ﺑﻨﻮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﻘﺪس: ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ السلام نبيا وآﻣﻦ به ﻗﻮﻣﻪ بنواسرائيل. ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وتعالي عاى عباده اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ أن يتوجهوا الى ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس فتوجه ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺎه اﻟﻠﻪ من بطش فرعون الى بيت المقدس، وﻗﺪ أﻣﺮ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل فيها وﻗﺘﺎل ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﺑﻨﻮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺤﺠﺔ أن ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﺒﺎرﻳﻦ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن يقاتلوهم.
علم من دراسة اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻟﻒ اﻟﺜﺎني ﻗﺒﻞ الميلاد ﺛﻢ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻃﺎﻟﻮت ﻳﺤﺎول أن يسلط على اﻷرض اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أﺣﺪ ﺟﻨﻮده وﻫﻮ اﻟﻨﺒﻲ داؤد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﺷﻜﻞ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﺑﻨﻪ سليمان ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺮوﻧﺎ. ﺛﻢ اﻧﻘﺴﻤﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺘﻴﻦ؛ ﻫﻤﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻣﻤﻠﻜﺔ ﻳﻬﻮذا.
ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻢ داؤد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم:
اﻧﻘﺴﻤﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان والمناطق ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻷﻗﻮام اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ اﻷﺷﻮرﻳﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻜﻨﻮا ﺑﺤﻠﻮل ﺳﻨﺔ ٨٠٠ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻣﻦ الاستيلاء ﻋﻠﻰ ﺑﻴت المقدس و ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﺒﺪ اﻟﻴﻬﻮد ﺛﻢ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 583 ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻇﻬﺮ اﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻮن ﻛﻘﻮة ﺟﺪﻳﺪة استطاعت اﺣﺘﻼل ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس واﺳﺮ اﻟﻴﻬﻮد وتشديدهم إﻟﻰ ﺑﻼداﻟﻌﺮاق، ثم جاء الفرس ﻟﻴﻌﻴﺪوا اليهود ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس.
ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﺗﺤﺖ الحكم اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ : ﺗﻤﻜﻦ اﻹﺳﻜﻨﺪر المقدومي ﻣﻦ ﻗﻬﺮ اﻟﻔﺮس وغصب مملكتهم وﺿﻢ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس إﻟﻲ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﺳﻨﺔ ٣٣٣ ، ثم في سنة 363 قبل الميلاد أصبحت بيت المقدس جزء من الامبراطورية الرومانية وﻓﻲ ﺳﻨﺔ 370 ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻼد ﻗﺎم اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر الروماني ﻃﻴﻄﺲ ﺑﻔﺘﺢ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس وﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﺎﺑﺪه وقتل اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد
اﻟﻔﺘﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس: ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 636 الميلادية وذﻟﻚ أﻳﺎم اﻟﺨﻠﻴﻔة اﻟﺮاﺷﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ الخطاب رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. وﺑﻘﻴﺖ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺛﻢ اﺣﺘﻞ اﻟﺼﻠﺒﻴﻮن أرض اﻟﻘﺪس ﻣﻦ أﻳﺪي اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1059 ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻼد. ﺛﻢ أرﺳﻞ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺋﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ وﻫﻮ أﻧﻘﺬ أرض اﻟﻘﺪس ﻣﻦ أﻳﺪي الصلبيين ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1187 ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻼد ، ثم فقدت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ، واﺣﺘﻠﻬﺎ اﻟﺒﺮيطاﻧﻴﻮن ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1917 ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻼدية وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ أن اﻟمذﻟﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ الأمة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء العالم.ولذا ﻳﻘﻀﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺎرﺛﺔ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷرض الوسيعة
ﻫﻜﺬا ﻓﻘﺪت ﻣﻨﺎ أرض اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وإﺳﺮاﺋﻴﻞ وروسيا وﻛﺎﺷﻤﻴﺮ وأﻳﻀﺎ ﻳﻈﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ أورﺑﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺼﻴﻦ واﻟﻴﻤﻦ وﻣﺼﺮ واﻟﺼﻮﻣﺎل وﺳﻮرﻳﺎ ونيجيريا وﻟﻴﺒﻴﺎ وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وأﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن.
أﻳﻬﺎ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ!أن اﻟﻜﻔﺎر ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻬﺪﻣﻮا الإسلام واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻟﺬا ﻳﺤﺘﻠﻮن بلاد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﺣﺪا ﺑﻌﺪ واﺣﺪ ويدمرون ﻗﺼﻮرﻫﻢ ويحبسونهم ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ أينما وﺟﺪوﻫﻢ وﻳﻘﺘﻠﻮن اﻷوﻻد أﻣﺎم اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ واﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أﻣﺎم اﻷوﻻد وﻳﺰﻧﻮن اﻟﻨﺴﺎء ﺟﺒﺮا أﻣﺎم اﻷزواج واﻷوﻻد ويشربونهم اﻷﺑﻮال ﻓﻲ السجن ﺑﺪل اﻟﻤﺎء ﺣﺘﻰ أن اﻟﻔﺮح بقلوب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺗﺖ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻠﻮب اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ.
أيها القراء الكرام! ﻟﻤﺎذا ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷرض ﺑﻤﺎ ﺣﺒﺖ؟ ﻟﻤﺎذا ﺳﻠﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺬﻟﺔ؟ “وﻋﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻳﻦ آمنوا ﻣﻨﻜﻢ وﻋﻤﻠﻮا الصالحات ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﻔﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻷرض ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﻠﻒ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ وﻟﻴﻤﻜﻨﻦ ﻟﻬﻢ دﻳﻨﻬﻢ الذى ارﺗﻀﻰ ﻟﻬﻢ وﻟﻴﺒﺪلنهم ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻮﻓﻬﻢ أﻣﻨﺎ” ( ﻓﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ وﻋﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮا ﻣﻨﺎ ﺛﻼﺛﺎ 1-أن ﺧﻼﻓﺔ ﺟﻤيع اﻷرض ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻔﻀﻠﻪ 2- و ﻗﺪ أﻗﺎم اﻹﺳﻼم ﻓي ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﺮﻣﻪ 3- وأﻣﻦ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ خوف ﻋﺪوﻫم ﺑﻘﺪرﺗﻪ.
ﻓﻴﺎ أﺳﻔﺎ ! ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮ أن ﺧﻼﻓﺔ ﺟﻤﻴﻊ الأرض ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻞ؛ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ، والاسلام ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﻷﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﻮف ﻋﺪوﻫﻢ. ﻟﻤﺎذا؟ ﻋﺪدﻫﻢ هل يكون تقله؟ وطاقتهم؟ وعدم اعداد الاسلحة ﻛﻼ! ﺑﻞ أن ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ يحكم البلاد كسمسارد دلال من قبل اليهودية والمسيحية، وﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻬﻢ يقومون ﺑﻌﺒﻮدﻳﺘﻬﻢ، وأﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﻨﺎ أﺳﻮة رﺳﻮﻟﻨﺎ وﻓﻘﺪﻧﺎ ﺗﺎرﻳﺦ أﺳﻼﻓﻨﺎ وﻗﺒﻠﻨﺎ بدل ذﻟﻚ اﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮاء واﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻠﺬا ﺳﻠﻂ الله ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺬﻟﺔ.
ﻳﺎ ﺷﺒﺎب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ! ﻫﻞ اتى ﻋﻠﻴﻨﺎ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﺬي أنبأناﺑﻪ النبي ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ أربع مأة الف من الهجرية ؟ كما قال صلى الله عليه وسلم: ﻳﻮﺷﻚ اﻷﻣﻢ أن ﺗﺪاﻋﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺪاﻋﻰ اﻵﻛﻠﺔ إﻟﻰ ﻗﺼﻌﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ: ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻧﺤﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ؟ ﻗﺎل: ﺑﻞ أﻧﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮ وﻟﻜﻨﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻏﺜﺎء ﻛﻐﺜﺎء السيل وﻟﻴﻨﺰﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﺪور عدوكم اﻟﻤﻬﺎﺑﺔ ﻣﻨﻜﻢ وﻳﻘﺬﻓﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ اﻟﻮﻫﻦ ﻓﻘﺎل ﻗﺎﺋﻞ:وﻣﺎ اﻟﻮﻫﻦ ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎل: ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻤﻮت.
وﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ الناصعة! إذا وﻗﻊ ﻗﻮم ﻓﻲ ﻗﺮار اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻨﺎوﻟﻬﻢ الضعف ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺒﻬﻢ وأﺻﺒﺢ اﻟﺠﺒﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﻢ، وﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ أﻧﻬﻢ ﻳﻘﻌﺪون ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ مبتدعين ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﺒﻞ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ إﻧﻨﺎ ﻣﺸﺘﻐﻠﻮن ﺑﺠﻬﺎد اﻟﻘﻠﺐ. وﻳﺴﺘﺪﻟﻮن؛ رﺟﻌﻨﺎ ﻣﻦ الجهاد اﻷﺻﻐﺮ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎد اﻷﻛﺒﺮ ﻗﺎﻟﻮا وﻣﺎ اﻟﺠﻬﺎد اﻷﻛﺒﺮ؟ ﻗﺎل ﺟﻬﺎد اﻟﻘﻠﺐ. وﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﻢ دلالون من اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎرى بترويج ﻛﻼم ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮي حيث الحديث.
أن ذﻟﻚ (رﺟﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎد اﻷﺻﻐﺮ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎد اﻷﻛﺒﺮ..الخ) ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪا. ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺰﻳﻠﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ. وأﻳﻀﺎ ذﻛﺮه اﻟﺜﻌﻠﺒﻲ ﻫﻜﺬا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻨﺪ (ﺗﺨﺮيج أﺣﺎدﻳﺚ الكشاف 2 / 390) وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ في ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮل: وﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮر ﻋﻠﻰ اﻷﻟﺴﻨﺔ. ﻫﻮ ﻣﻦ كلام إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﻠﺔ (اﻟﺪرر اﻟﻤﻨﺘﺼﺮة ﻓﻲ الأحاديث اﻟﻤﺸﻬﻮرة 1 /11): وﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رﺣﻤﻪ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺮوﻳﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ غزوة ﺗﺒﻮك (رجعنا ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎد اﻷﺻﻐﺮ…اﻟﺦ ) ﻓﻼ أصل ﻟﻪ ولم يروه أﺣﺪ ﻣﻦأﻫﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﻗﻮال اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وأﻓﻌﺎﻟﻪ، وجهاد اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻦ أﻋﻈﻢ الأعمال ﺑﻞ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﻮع ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ( ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻔﺘﺎوى11/197)
ﻗﺼﺎرى ﻗﻮﻟﻲ ﻛﻠﻴﺎ! أن اﻟﻜﻔﺎر يتدﺑﺮون “دائما لاعدام المسلمين من كل وجه فاولا اتخذوا خطوة لمحو صحوة الجهاد من قلوب شبان المسلمين. ﻓﻠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻔﻠﺤﻮن ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ المائة. وﺑﺬﻟﻚ أﻧﻬﻢ اﺳﺘﺄﺟﺮوا ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ العلماء اﻟﻤﺘﺼﻴﺪﻳﻦ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم أﻣﻨﻴﺘﻬﻢ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻵﻳﺎت ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺠﻬﺎد. وﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ أﻧﻬﻢ ﻧﺠﺤﻮا فيما ارادوا.
ﻳﺎ ﺷﺒﺎب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ! إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻧﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ؟ إليﻣﺘﻰ ﻧﻘﻌﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻧﺎﻓﻀﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ؟ أﻣﺎ ﺟﺎء وﻗﺖ اﻟﺨﺮوج ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ؟واﻟﻜﻔﺎر ينفقون ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻳﺤﺘﻠﻮن أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﺑﻼدﻫﻢ. ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ! وﻻ ﺗﻴﺌﺴﻮا ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ واﻋﺘﺼﻤﻮا ﺑﺤﺒﻞ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺘﻴﻦ!واﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﻀﻮا أﻳﺎﻣﻜﻢ وﻻ أن ﺗﻤﺘﻌﻮا حياتكم ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮروا اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﻔﻘﻮدة حيث قال ﺗﻌﺎﻟﻰ: انفروا ﺧﻔﺎﻓﺎ وﺛﻘﺎﻻ وﺟﺎﻫﺪوا ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ وأﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ذﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ إن ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن ( اﻟﺘﻮﺑﺔ/41) وﻋﻦ أبي ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ:ﻣﻦ ﻣﺎت وﻟﻢ ﻳﻐﺰ وﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎق (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ)
أيها المسلمون! إن فقدت منا أرض القد س فلا نتمكن من حماية المدينة و إن فقدت المدينة فلا نتمكن من حماية مكة وان فقدت مكة فلا نتمكن من حماية أنفسنا، فسنفقد تقريبا. فلذا التحقوا بقافلة المجاهدين وتلبسون الكفن لكسر شوكة الكافرين وإعلاء كلمة الله رب العالمين . وقال ابن تيمية رحمة الله إذا دخل العدو بلاد الاسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا.
ياأبناء صلاح الدين الأيوبي! لكم المثل الأعلى في الأرض الملك الناصر السلطان صلاح الدين
حوفي الأخير! أسأل الله التوفيق لنجعل الجهاد سبيلنا ونتخذ قدوة أسلافنا وأسوة رسولنا وأيضا أسأل الله النصرة لإخواننا في كل مكان وعجا ئب قدرتك جميع البلدان.
الكاتب : طالب مرحلة التكميل بالجامعة الاسلامية فتية، شيتاغونغ