المؤتمر العالمي : مفهوم الرحمة والسعة فى الإسلام تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة

المؤتمر العالمي : مفهوم الرحمة والسعة فى الإسلام تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة

بقلم : عبيد الله حمزة

استلمت بيد الشكر والتقدير قبل شهر رمضان الفضيل  خطاب الدعوة من رابطة العالم الإسلامي   -وهي منظمة إسلامية شعبية عالمية مقرها مكة المكرمة-  للمشاركة فى مؤتمر الحج  بعنوان “مفهوم الرحمة والسعة فى الإسلام “الذي عقد بمشعر منى فى 11 ذي الحجة 1439 هـ  الموافق 22 اغسطس 2018م والنداء من مكة حيث البيت الطاهر  العتيق والمشاعر المقدسة  نداء يدخل السرور في قلب كل مؤمن ويلمس شغاف فؤاده وهذا الخطاب  لايضاهيه  اى خطاب آخر في الشرف اذ الإستجابة  لهذه الدعوة تحمل فى طيها اداء شعيرة الحج وفرصة قضاء ايام سعيدة في المشاعر المقدسة وفي رحاب الكعبة الشريفة وزيارة المسجد النبوي وشرف السلام على صاحبه -صلى الله عليه وسلم-بالاضافة الى ذلك شرف اللقاء والتعرف  على نخبة ممتازة من قادة الفكر ورواد العمل واصحاب القلم وارباب الدعوة من جميع بلدان العالم وكلفتني  مشكورة  لتقديم مقالة عنوانها “المجتمع المسلم المتراحم : دروس من التاريخ وتشرفت بعرضها الموجز فى الجلسة الأولى ولله الحمد امام جمع مبارك من العلماء والمفكرين  يمثلون 76 بلدا من جميع القارات.

أكد المشاركون في مؤتمر “مفهوم الرحمة والسعة في الإسلام” الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في منى بمكة  المكرمة على ضرورة تطوير أليات ووسائل وأساليب الخطاب الديني مع المحافظة على ثوابت الهوية “بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال”   ويعالج مشكلات المجتمعات المعاصرة.

جاء ذلك في البيان الختامى للمؤتمر الذي اختتم أعماله بمشاركة 500 عالم ومفكر مثلوا علماء الأمة الإسلامية من 76 دولة حول العالم, حيث أكدالمؤتمر في توصياته.

ودعاالمؤتمرلإقرار مادة القيم الإسلامية والمشاركات الإنسانية كمتطلب أكاديمي لجميع التخصصات في الجامعات العربية والإسلامية ,مشددا على ضرورة تشجيع البحوث والدراسات التي تؤصل لمبدأ الرحمة السعة في الإسلام وتبرز إهميته، وتسعى للتعريف به ونشره, ولافتا إلى أن الرحمة والسعة هما الميزتان الأكثر تأثيرا في الأحكام الإسلامية، وبها إصبحت منظومته الإخلاقية مختلفة تماما عن المنظومة النفعية.

وذكر المؤتمرأن الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدية ومرونته المشورعية ينسجم زمانا ومكانا ويتعايش ويتعاون مع الجميع بشهادة واقعات التاريخ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين موصيا بإيراز جوانب الرحمة والسعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيق على الناس في دينهم ومعاشهم،وكل من فتن بعضهم ببعض بفاسد أفكاره ومتطرف أقواله وأفعاله، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية.

وكان المؤتمرالذي افتتحه معالي  الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى انطلقت فعالياته بكلمة لسماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ قال فيها أن الإسلام دين اختاره الله ليكون خاتما الأديان السماوية وأشملها وأجمعها لمعاني الخيروالإحسان والرحمة واليسر والسماحة والسعة للناس إجمعين، ولما جعل الله هذا الدين دين البشرية جمعاء إلى القيامة جعل هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان ولمختلف البيئات والبلدان وفي جيمع الأمصار والأقطار.

 وتابع المفتي حفظه الله  أن من السمات التي جعلت هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان ومقبولا عند الناس على مرالزمان، أنه دين الرحمة واليسر والسماحة, ليس فيه تشديد، ولا تعسير، ولا تعنيت، بل رسالة اتسمت بالبشارة والتيسير والرحمة، حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذاالدين بأنه يسر، ونهى عن التشديد فيه.

وثمن سماحة المفتي في ختام كلمته جهود المؤتمر المبارك للخروج بنتائج إيجابية ومرضية، كما شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى, وسائر العاملين في إدارات ومكاتب رابطة العالم الإسلامي، والمشاركين في هذا المؤتمر من علماء ومشايخ وباحثين على مشاركاتهم العلمية وأبحاثهم القيمة التي أثرت محاور هذا المؤتمر، وموضوعاته المختلفة.

بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام  لرابطة العالم الإسلامي حفظه الله كلمة رحب فيها باسم رابطة العالم الإسلامي بالحضور العلمي والفكري، مضيفا: أن محك السلوك في قيم الرحمة والسعة يكشف مستوى استيعابها ومصداقية العمل بها، مضيفا: أن السعة أصل ثابت وقيمة عليا في الإسلام، قيدها البعض “جهلا أوغلو” بالضرورة أو الحاجة، حتى احتاط للحرام دون الحلال, فكان التضييق والعنت.

وقد تتابعت جلسات محاور المؤتمر حيث أوضح مدير جامعة القرآن الكريم بالسودان الدكتور أحمد سعيد سلمان  قائلا: “لقد رأينا هذه الرابطة في أصقاع الدينا. هذا العمل الكبير لم يأت من فراغ وله دلالات عدة. الدلالة الأولى هي صدق النية وإخلاص العمل لله عز وجل، والثانية هي الرؤية الواضحة  للمنظمة والقائمين عليها في بلوغ أهدافها وآمالها’ والثالثة هي النهج العلمي في التخطيط، والرابعة هي الإدارة والتوكل على الله عز وجل، والدلالة الخامسة هي الهمة العالية للقائمين على هذه المنظمة الذين يحملون النفس حملا إلى غية كمالها من العلم العمل.

وتحدث الدكتور هارون الرشيد أيوب عميد أصول الدين بالجامعة الإسلامية في إسلا آباد وخريج جامعة العلوم الإسلامية بنوري تاون  منوها بفكرة المؤتمر مشيرا إلى أن الأصل في معاملة الإسلام لسائرالناس هو الرحمة والإحسان، وذلك لأنه الله عزوجل حصر علة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة وجعلها شاملة للعلمين وليست خاصة بالمسلمين  وحدهم، وليأمر المؤمنين بفعل البر والقسط لمن لايتقدم إليهم بعدواة في الدين أو إخر اج من الديار، بل دعاهم إليه بذكره أنه يحب المقسطين.

ومما جاء فى مقالتي  المقدمة للمؤتمر وتم عرضها فى الجلسة الأولى   أن المجتمع الإسلامي يقوم على التراحم والتعاون بل ولا يكون المجتمع مجتمعاً إسلامياً بالمعنى الشامل إلا إذا كان متعاونا تسوده الرحمة وتنتشر في سمائه العدالة ويظهر بين أوساطه الإيثار  والرحمة كلمة صغيرة فى مبناها ، كبيرة فى معناها، مباركة فى مغزاها، لها ثمارها اليانعة  ونتائجها المفيدة والتراحم  من سمات المجتمع المسلم حيث الرسالة الإلهية هي الرحمة فى التعبير القرآني الكريم  ونبي الإسلام نبي المرحمة ورحمة للعالمين

وهذه هي التوصيات جاءت فى ختام المقالة :

1) توعية الاجيال الناشئة بالتوجيهات الربانية والاحاديث النبوية المؤكدة لمبادئ التراحم والتعاون والتوادد

2) نشر رسالة الاسلام من الرفق فى كل شئ  والسلام عبر الاعلام والمنابر

3) إدراج جوانب مضيئة ووقفات انسانية من  السيرة العطرة لرسول الهدى والمرحمة  فى المقررات والمناهج الدراسية

4) الإلتزام بثقافة التراحم فى تربية الابناء والتعامل مع الصغار بالرحمة لغرس مفهوم الرحمة فى نفوسهم

5) مشاركة المجتمع الفعالة  فى انشطة الجمعيات الخيرية  والمؤسسات الإنسانية 

6) التعايش السلمي والتسامح  مع الغير المسلمين  لتقديم الصورة الناصعة للدين الحنيف واهله

الكاتب: مدير التحرير للملة ومدير التحرير المساعد لمجلة التوحيد

وأستاذ الحديث وعلوم القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn