اللواطة (Homosexuality): دراسة تحليلية
همايون كبير الخالوي
التقديم:
إن جريمة اللواطة من أكبر الجرائم، وهي من الفواحش المفسدة للخلق وللفطرة وللدين والدنيا، بل وللحياة نفسها، وقد عاقب الله عليها بأقسى عمل قوم لوط أعظم الفواحش على الإطلاق، وأضرها على الدين والمروءة والأخلاق، فهو داء عضال وسم قتال، متناه في القبح والبشاعة غاية في الخسة والشناعة، وهو شذوذ منحرف، وارتكاس في الطباع، يمجه الذوق السليم، وتأباه الفطرة السليمة، وترفضه وتمقته الشرائع السماوية؛ لما له من عظيم الأضرار، وما يترتب عليه من جسيم الأخطار فآثاره السيئة يقصر دونها العد، وأضراره المدمرة لا تقف عند حد، فشأنه خطير، وشره مستطير، يفتك بالأفراد، وينهك المجتمعات، ويمحق الخيرات والبركات، ويتسبب في حلول العقوبات والمثلات.
ولعظم هذه الجريمة ولما لها من الآثار الوخيمة تظاهرت نصوص الكتاب والسنة محذرة منها، ومن سلوك السبل المفضية إليها، مبينة عقوبة الأمة التي ابتدعتها، موضحة أن تلك العقوبة ليست من الظالمين ببعيد.
وهذا العمل معدوم في الحيوانات أيضا إلا في الخنـزير والحمار كما جاء في شعب الإيمان: عَنْ عُرْفُطٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: “لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ إِلَّا الْخِنْزِيرُ وَالْحِمَارُ”(البيهقي، رقم الحديث: 5018)
قال نجم الدين: ونقل القرطبي في تفسيره عن محمد بن سيرين أنه قال:” ليس شيء من الدواب يعمل عمل قوم لوط إلا الخنـزير والحمار”.فلعل النصارى ورثوا من أكل لحم الخنزير اللواط بصبيانهم، حتى اكتفوا بالواحدة من نسائهم، وعدم الغيرة حتى صبروا معهن على القيادة. (الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية، ج2، ص: 654.)
تعارف اللواطة: وهي إتيان الرجال بالرجال. وقال التويجري: هو فعل الفاحشة في الدبر، والاستغناء بالرجال عن النساء. (مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، ص: 966.)
في الموسوعة: اللِّوَاطُ لُغَةً: إِتْيَانُ الذُّكُورِ فِي الدُّبُرِ، وَهُوَ عَمَل قَوْمِ نَبِيِّ اللَّهِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. يُقَال: لاَطَ الرَّجُل لِوَاطًا وَلاَوَطَ، أَيْ عَمِل عَمَل قَوْمِ لُوطٍ.
وَاصْطِلاَحًا: إِدْخَال الْحَشَفَةِ فِي دُبُرِ ذَكَرٍ. (الموسوعة الفقهية الكويتية، ج24، ص: 19.)
قال محمد بن إبراهيم: عرف هذا العمل بعدة تعريفات كما يلي: 1 ـ عرف بأنه: (إتيان الذكور في الدبر) 2 ـ وعرف بأنه: (اكتفاء الرجال بالرجال). 3 ـ وعرف بأنه (وطء الذكر الذكر). (الفاحشة عمل قوم لوط، ص: 13.)
- الدول التي أجازت اللواطة:
قد أجازت اللواطة في أربعة وعشرين دولة منها أربعة عشر في أوربا وآسيا واحد وهي الهند. أولا أجاز ذلك في ندارلندا سنة 2001. وقد قال المحكمة العليا في تاريخ 6-9-2018 أن اللواطة ليست بجرم فأبطل القانون الذي كانت من 146 سنوات. وكان عقاب اللوطي الحبس عشر سنوات. وقال ذلك القاضي ديفك مشرا.
وفي بعض الدول قانون قتل اللوطي، فقد أظهر صوتا خلاف ذلك القانون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، سويسرا وأعضاءها 47. ووافق 27 عضوا وماشارك 7 عضوا وخالف 13 عضوا. وهي بنغلاديش، الولايات المتحدة، الهند، الصين، واليابان، بطشوانا، بروندي، مصر، إثيوبيا والعراق وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويقتل اللوطي في ستة دول: المملكة العربية السعودية واليمن وإيران ونيجيريا والسودان والصومال.
بدأ اللواطة:
قد بدأ هذا العمل السيئ في زمان لوط – عليه السلام- بإرشاد إبليس كما في المعاصي الأخرى. ففي تفسير الثعلبي: قال الكلبي: أوّل من عمل عمل قوم لوط إبليس الخبيث لأن بلادهم أخصبت فانتجعها أهل البلدان فتمثّل لهم إبليس في صورة شاب ثمّ دعا في دبره فنكح في دبره ثمّ عتوا بذلك العمل فأكثر فيهم ذلك فعجّت الأرض إلى ربّها فسمعت السماء فعجّت إلى ربّها فسمع العرش فعجّ إلى ربّه فأمر الله السماء أن تحصبهم وأمر الأرض أن تخسف بهم وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إذا قال لهم ذلك إِلَّا أَنْ قالُوا قال بعضهم لبعض أَخْرِجُوهُمْ لوطا وأهل دينه مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ يتنزّهون ويتحرّجون عن إتيان أدبار الرجال وأدبار النساء فَأَنْجَيْناهُ يعني لوطا وَأَهْلَهُ المؤمنين به. (الكشف والبيان عن تفسير القرآن، ج4، ص: 259.)
وهذا العمل من علامات القيامة كما جاء في الحديث: قال حمود التويجري: وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى ترضح رؤوس أقوام بكواكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط». (جامع معمر، رقم الحديث: 20436)
عمل قوم لوط وعقابهم:
لم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم، وجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك، وقلب ديارهم عليهم، والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء، وطمس أعينهم، وعذّبهم وجعل عذابهم مستمرا فنكّل بهم نكالا لم ينكّله بأمة سواهم، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عُملت عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار السموات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها، فيصيبهم معهم، وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها وقد قال تعالى: وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ. (هود، الآية: 77.)
قال الرازي: رُوِيَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَدْخَلَ جَنَاحَهُ الْوَاحِدَ تَحْتَ مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطِ وَقَلَعَهَا وَصَعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نَهِيقَ الْحَمِيرِ وَنُبَاحَ الْكِلَابِ وَصِيَاحَ الدُّيُوكِ، وَلَمْ تَنْكَفِئْ لَهُمْ جَرَّةٌ وَلَمْ يَنْكَبَّ لَهُمْ إِنَاءٌ، ثُمَّ قَلَبَهَا دَفْعَةً وَاحِدَةً وَضَرَبَهَا عَلَى الْأَرْضِ. (مفاتيح الغيب، ج18، ص: 383.)
وقد أهلك الله تعالى قوم لوط في البحر الميت وهو بين إسرائيل والأردن. ففي جانب الغرب إسرائيل وفي جانب الشرق الأردن.
حكم اللواطة:
قال صاحب الهداية: ومن أتى امرأة في الموضع المكروه أو عمل عمل قوم لوط فلا حد عليه عند أبي حنيفة رحمه الله ويعزر وزاد في الجامع الصغير ويودع في السجن وقالا هو كالزنا فيحد “وهو أحد قولي الشافعي رحمه الله وقال في قول يقتلان بكل حال لقوله عليه الصلاة والسلام “اقتلوا الفاعل والمفعول” ويروى” فارجموا الأعلى والأسفل ” ولهما أنه في معنى الزنا لأنه قضاء الشهوة في محل مشتهى على سبيل الكمال على وجه تمحض حراما لقصد سفح الماء وله أنه ليس بزنا لاختلاف الصحابة في موجبه من الإحراق بالنار وهدم الجدار والتنكيس من مكان مرتفع باتباع الأحجار وغير ذلك ولا هو في معنى الزنا لأنه ليس فيه إضاعة الولد. (الهداية، ص: 346.)
عقاب اللواطة:
فقد جاء في النص عقاب اللوطي في الدنيا والآخرة، روى ابن ماجة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ» (سنن ابن ماجة، رقم الحديث: 2561.)
في تفسير روح البيان: أن الميت إن كان من أهل السعادة فإنشاره من قبور أهل السعادة وإن كان مدفوناً في قبور أهل الشقاوة وإن كان من أهل الشقاوة فإنشاره من قبور أهل الشقاوة وإن كان مدفوناً في قبور أهل السعادة ولذا قال صاحب المشارق في خطبة كتابه ثم إذا شاء منها شره أي من مكة فإن من دفن بمكة ولم يكن لأثقابها تنقله الملائكة إلى موضع آخر وفي الحديث : “من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشر معهم”، (هذا ضعيف جدا) وفي حديث آخر : “من مات وهو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره حتى يصير معهم ويحشر يوم القيامة معهم” كما في الدرر المنتثرة للامام السيوي رحمه الله، وحكى إن شخصاً كان يقال له ابن هيلان من المبالغين في التشيع بحيث يفضي إلى ما يستقبح في حق الصحابة مع الإسراف على نفسه بينما هو يهدم حائطاً إذ سقط فهلك فدفن بالبقيع فلم يوجد ثاني يوم الدفن في القبر الذي دفن به ولا التراب الذي ردم به القبر بحيث. (تفسير روح البيان، ج10، ص: 262.)
قال محمد القاسمي: والذي يعمل عمل قوم لوط زان، فلا ينكح إلا زانية أو مشركة. ولهذا يكثر في نساء اللوطية من تزني، وربما زنت بمن يتلوط به مراغمة له وقضاء لوطرها. وكذلك المتزوجة بمخنث ينكح كما تنكح، هي متزوجة بزان، بل هو أسوأ الشخصين حالا. فإنه مع الزنى صار ملعونا على نفسه للتخنيث، غير اللعنة التي تصيبه بعمل قوم لوط. (محاسن التأويل، ج7، ص: 325)
وروى ابن أبي الدنيا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا طَفَّفَ قَوْمٌ كَيْلًا، وَلَا بَخَسُوا مِيزَانًا، إِلَّا مَنَعَهُمُ اللَّهَ الْقَطْرَ، وَمَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الْمَوْتُ، وَمَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الْجُنُونَ، وَمَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الْقَتْلُ، فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، وَمَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ إِلَّا وَظَهَرَ فِيهِمُ الْخَسْفُ، وَمَا تَرَكَ قَوْمٌ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا لَمْ تُرْفَعْ أَعْمَالُهُمْ، وَلَمْ يُسْمَعْ دُعَاؤُهُمْ». (العقوبات، رقم الحديث: 35.)
ما هو في معنى اللواطة:
وطئ النساء في الدبر وإتيان البهيمة يعد في معنى اللواطة وكذلك السحاق: السحاق هو إتيان المرأة المرأة، وهو محرم، وفيه التعزير. وكذلك الاستمناء: الاستمناء باليد أو نحوها حرام، وفي الصوم وقاية منه. مَنْ وقع على بهيمة عُزِّر بما يراه الإمام، وتُذبح البهيمة.
كما روى الطحاوي: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “هِيَ اللِّوَاطَةُ الصُّغْرَى” يَعْنِي وَطْءَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ. (شرح مشكل الآثار، رقم الحديث: 6134.)
اللواطة في القرآن والسنة:
لعن النبي صـ على اللواطة كما روى عبد الرزاق: عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالُ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةَ نَفَرٍ، فَلَعَنَ وَاحِدَا مِنْهُمْ ثَلَاثَ لَعَنَاتٍ، وَلَعَنَ سَائِرَهُمْ لَعْنَةً لَعْنَةً، فَقَالَ: «مَلْعُونٌ، مَلْعُونٌ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ شَيْئًا مِنْ وَالِدَيْهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ شَيْئًا مِنْ تُخُومِ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَابْنَتِهَا، مَلْعُونٌ مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». (المصنف، رقم الحديث: 14494)
وروى ابن ماجة: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ». (ابن ماجة، رقم الحديث: 2563)
روى ابن أبي الدنيا: عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «لَوْ أَنَّ الَّذِي يَعْمَلُ ذَلِكَ الْعَمَلَ يَعْنِي عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ اغْتَسَلَ بِكُلِّ قَطْرَةٍ فِي السَّمَاءِ وَكُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْأَرْضِ لَمْ يَزَلْ نَجِسًا». (ابن أبي الدنيا، رقم الحديث: 136)
أضرار اللواطة:
فأضرارها الدينية: أنه كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أضراره الدينية أيضا أنه يجر صاحبه إلى معاص أخرى، ربما لا تقل عن اللواط قبحا.
أما أضرارها الخلقية فكثيرة جدا؛ فاللواطة لوثة خلقية، وانحراف عن الفطرة السوية. وأضراره الاجتماعية: ومن أضراره الوخيمة، وأدوائه الوبيلة التي تعود بشرها إلى المجتمع إلى زوال الخيرات والبركات وحلول العقوبات والمثلات و قلة الأمن، وشيوع الفوضى، وانتشار الرعب، وكثرة الاضطرابات. وحرمان الأمة من السعادة الحقيقية، والقوة والعزة فالسعادة والقوة والعزة ليست بالانجراف وراء إشباع الشهوات، وإنما هي بالإيمان الحقيقي، والالتزام الصادق بدين الله القويم.
وأضراره الاقتصادية: وهذا العمل أيضا يؤثر على الاقتصاد، فمن أضراره الاقتصادية
إهدار الثروة المالية بحثا عن الشهوة المحرمة
وأضرارها النفسية: فمن جملة أضرار هذا العمل المشين الأضرار النفسية، فهذا العمل يورث صاحبه أضرارا نفسية
بالنقص، وفقدان الرجولة، والتخلف عن ركب الأسوياء. فاللواط أيضا يسبب اختلالا كبيرا في توازن عقل المرء، وارتباكا عاما في تفكيره، وركودا في تصوراته، وبلاهة واضحة في عقله، وضعفا شديدا في إرادته. (مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، المرجع السابق، ص: 40.)
الاختتام:
هو من أكبر الجرائم المفسدة للخُلق والفطرة، وعقوبته أغلظ من عقوبة الزنى؛ لغلظ حرمته، لأن الزنى فعل فاحشة في فرج يباح بالنكاح، أما عمل قوم لوط فهو فعل فاحشة في دبر لايباح أبداً. وعمل قوم لوط شذوذ جنسي خطير يسبب الأمراض
النفسية والبدنية الخطيرة، وقد خسف الله بمن فعله، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، ولهم النار يوم القيامة.
الكاتب: الأستاذ المساعد بجامعة شيتاغونغ، بنغلاديش