الثبات على الحق من أهم المسئوليات الدينية

الثبات على الحق من أهم المسئوليات الدينية

الاستاذ ابوطاهرالندوي

الثبات معناه الاستقامة وهي لغة الاعتدال والاستواء كما ذكرفي معاجم اللغة، وأمّا اصطلاحاً فالاستقامة تعني هي سلوك الصراط المستقيم ، واتّباع تعاليم الدّين الحنيف دون ميل، وهذا يشمل المواظبة على الطاعة ما ظهر منها وما بطن، واجتناب المُحرّمات ما صُرّح عنه وما اشتبه به، وهي حالةٌ وسطيّةٌ بين التشدّد والإفلات،.

 أهمية الاستقامة

 وهوالعبادة الخالِصة لله سبحانه وتعالى لا شريك له بقصد الفوز بالجنان والابتعاد عن النيران. والامتثال لأمر الله تعالى في قوله: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) [هود:112]، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه يقول: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، فأجابه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لتوجيه المسلمين وإرشادهم لكيفيّة التّعامل مع الفتن والملمات وكيفية ثباتهم على الحق المبين، في ظلّ المصائب التي تحاصر ديننا في وقتنا الحاضر، حتّى أصبحت كقِطع اللّيل المظلم. نشهد بأنّ النّبي محمّدا – عليه الصّلاة والسّلام- قد بلّغ الأمانة وأدّى الرّسالة وكمّل دين الله، حتّى ترك أمّته على الحقّ المبين ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك ولا يتنكّبها إلاّ ضالّ، وبالتّالي فإنّ المسلم ينبغي أن يكون على بصيرةٍ من أمره فيلزم طريق الحقّ ولا يحيد عنها مهما تغيّرت الظّروف والأحوال، فكيف يكون الثّبات على الحقّ في حياتنا المعاصرة ؟

وسائل الثبات على الحق:

 هناك وسائل للثبات على الحق ينبغي على المسلمين الالتزام بها، حتى يستطيعوا التغلب على الضعف والهوان الذي أصاب الأمة الإسلامية، وحتى ينتصروا على الفتن التي غلبت علينا، ومن هذه الوسائل ما يلي: التّمسك بالكتاب والسنّة حذّر النّبي – عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين في خطبة الوداع من أمورٍ كثيرة من بينها التّفرق والتّشرذم، بقوله: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )، كما دعا إلى الاعتصام بالكتاب والسّنّة النّبويّة الشّريفة والتّمسك بهما، بقوله:(تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما أبداً، كتاب الله وسنّة نبيّه ). إنّ أهمّ شيءٍ يساعد المسلم على الثّبات على الحقّ هو التّمسك بالكتاب والسّنّة، وإنّ التّمسك بهما يعني أموراً كثيرة منها تطبيق أحكامهما والاستنان بسنّتهما، والعمل بهديهما، والحكم بهما، والاسترشاد بنورهما، والبعد عن البدع والأفكار الشّاذّة عن منهج أهل السّنة والجماعة، وإنّ كلّ ذلك كفيلٌ بجعل المسلم ثابتاً على الحقّ لا يتزحزح عنه مهما واجه من ابتلاءاتٍ أو فتن. التّمسك بهدي السّلف الصالح من الأمور التي تعين المسلم على الثّبات على الحقّ في زماننا هذا، أن ينظر المسلم في حال السّلف الصّالح وكيف كانوا ثابتين على الحقّ في كلّ الظّروف والأحوال، لذلك وصفهم الله عز وجل بصفاتٍ عالية وأخلاق مثلى، قال تعالى: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً )، ولذلك فقد استحقوا أن يكونوا خيرة البشر بشهادة النّبي – عليه الصّلاة والسّلام، وإنّ الاقتداء بهم والسّير على نهجهم واقتفاء أثرهم يعين المرء على الثّبات على الحقّ بعون الله تعالى. التواصي بالحقّ يجب على المسلمين كذلك أن يحرصوا على خلق التّواصي بالحقّ، قال تعالى: (والعصر إنّ الإنسان لفي خسر، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر) ويكون   التّواصي بالحقّ بين المسلمين من خلال الجماعة، بحيث يكونون يداً واحدة يتناصحون فيما بينهم، ويتناهون عن المنكر، ويأمرون بالمعروف، ويشدّ بعضهم أزربعض في صورة تعينهم على الثّبات على الحقّ والتّمسك به

ثمرات الاستقامة:

حصول المُؤمن المُستقيم على شعور الراحة والاطمِئنان نتيجة دوام الصّلة بالله. تحصين المؤمن المُستقيم من المَعاصي والآثام والكسل عن أداء الفروض والنوافل. نزول الملائكة على المُؤمن المُستقيم عند موته، وبعد البعث فيقولوا له لا تخف ولا تحزن. نيل حبّ الناس والقبول في الأرض. الفوز بالجنة حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر

فأيها القراء!عليكم أن تفكروا الان في أوضاع المجتمع المسلم الحاضرة  للبلاد المسلمة بصفة عامة ولبلادنا بنغلاديش بصفة خاصّة حيث بدأت الفتن والمناقشات  بين العلماء الحاملين الراية للحقّ والدين الحنيف حتي تفرقوا فرقتين في اراء ومواقف سياسية وأهليّة ونشاطات دعوية وقاموابإهتاك بعضهم حرمة الاخرين علانيّة كما نشاهد ذالك في الجرائد اليومية ووسائل الاعلام وفيسبوك وغيرها

فماهي مسؤليتنا الدينية في هذه الظروف الخطيرة ؟ علينا أولا أن ندعوجميعهم إلي الصبر والاستقامة والاجتناب عن الاغتياب والمعابة كي لا تتهتك حرمة وعزةعلماء أهل الحق وثانيا أن نثبت علي الحق تمسكا بالكتاب والسنة وأخلاق السلف الصالحين وأكابر الامة الغابرة وثالثا لابد لنا أن نحاسب انفسنا قبل أن نحاسب يوم البعث فعند إذ نرجو نجاتنا ومخلصنا عن الفتن و الاضطرابات المفجعة المضيعة “اللهمّ وفّقنا لما تحبّ وترضي”

الكاتب: استاذ الحديث ومساعد رئيس

الجامعة الاسلامية فتية، شيتاغونغ، بنغلاديش.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn