خــــطــــورة الدّوطـــة في بنــــغلاديش
الاستاذ عبد السلام الرياضى
مقدمة: من المعلوم أن الإسلام رفع من شأن المرأة، ومن ذلك المهر الذي هو كرامة لها، فإنه حق مفروض للمرأة على الزوج في تعليم الإسلام حيث لا يصح النكاح إلا به، ومن المؤسف جدا أننا لا نبالي بالمهور مع أنها مما كتب الله تعالى علينا كالصلاة والزكاة والصوم المفروضة. فها نحن في هذا العصر لا نراعي في الزواج أحكامه الشرعية من تحديد المهور ومقدارها ووقت أدائها، كما لا نبالي الشريعة في جوانب أخرى من جوانب حياتنا، بل نتصرف فيها كما نشاء ولا نلتزم بما أرشدنا إليه شرعنا الحنيف من تعجيل أداء المهور إلى صاحبتها والمسارعة فيها، وعدم الغلو والمبالغة في مقدارها حتى يكون مستحيلا أداؤها على الزوج، وأداء حقوقها الأخرى، فنرى أحيانا أنه يحدد المهر غاليا باذخا للمرأة؛ فخرا ورياء بين الناس، فهو لا يريد أداءه في الحقيقة، فيصير رهينا في سجل عقد النكاح، فلا يؤتون النساء صدقاتهن نحلة. ومن ناحية أخرى يفرضون على النساء وأوليائهن دوطة باذخة ظلما وعدوانا، ويشترط من قبل الزوج شروط غير إنسانية، ويجبرونهن على أدائها بالتعجيل
عند الزفاف كتأثيث البيت أو دفع مبلغ ضخم غير مقدور عليه أو بناء بيت أو منح سيارة أو دراجة غالية السعروما إلى ذلك.
مفهوم الدوطة: تسمى الدوطة بالإنكليزية (Dowry)، كما تسمى بالبنغالية (যৌতুক). هذا نوع غريب من الهدايا أو الصدقة أو التسول، الذي يشترط به الآن عند الزواج من قبل العريس أو أسرته من تأثيث البيت أو مبلغ خاص من المال تؤديه العريسة أو أسرتها إلى العربس وأهله طوعا وكرها، وليكون الموضوع أكثرإيضاحا أسجل بعض التعريفات لها من المصادر المختلفة، وهي كما يلى:
لقد عرف الدوطة في معجم الوسيط: “المال الذي تدفعه العروس إلى عروسها”. وقال الكاتب حبيب الرحمن : هي الأمتعة الغالية التي تؤديها أسرة العروس لها عند الزواج.
وينص القانون المانع عن الدوطة المتخذ عام 1980م في بنغلاديش : بأنها المال أو المبلغ المضمون الذي يؤدى من جهة العروس أو أسرتها إلى العريس، أو يؤدى من جهة العريس أو أسرته إلى العروس عند الزواج أو قبله أو بعده، أو يتم الإقرار بأدائه.
وجاء تعريف الدوطة في المراجع الإنكليزية بما فيه الموسوعة البريطانية الإنكليزية كما يلى:
Dowry: The Property that a wife or a wifes family give to her husband upon marriage.
كما ورد في موسوعة إنكليزية إلكترونية أخرى كالتالي:
Dowry: The property that a woman brings to her husband at the time of the marriage. The dowry apparently originated in the giving of a marriage gift by the family of the bridegroom to the bride and the bestowal of money upon the bride by her parent.
خطورة الدوطة: هذه كلمة معروفة لدينا، ومعروفة لدى الجميع في مجتمعنا، هذه نوع خاص من الهدايا أو الصدقة، الذي يشترط به اليوم عند الزواج من قبل العريس مثل أثاث البيت أو مبلغ خاص من المال تؤديه العروسة أو أسرتها إلى العربس أوأهله طوعا وكرها، ولو لم تقدر على آدائها الزوجة أو أسرتها في أوانها قد تصيبها الويلات أوألوان من الذل والهوان، فلقد نقرأ ونشاهد كل يوم أخبارا مروعة في الجرائد والمجلات والقنوات الفضائية من الظلم والتنكيل المتمثل في ضربها الموجع وإحراقها بالنار أو السوائل المحرقة وغيرها، والدوطة هي السبب الرئيسي في معظم القضايا التي تحدث اليوم في بيئة بنغلاديش من ظلم النساء والتعسف عليها
تاريخ تطورها: وقد ثبت تاريخيا أن الدوطة جاءت من تقاليد الهندوس القديمة؛ فإن العادة كانت عندهم أن والدي البنات أو النساء كانوا يعطونهن بعض الأمتعة عند الزواج من عند أنفسهم ومرضاة، لما أن البنات ليس لهن ميراث في تركة الوالدين عندهم، ومن هنا يعطونهن طوعا وحسب القدرة بعض الأشياء عند الزواج، وهذه العادة أصبحت دوطة ضغطة على مر العصور و كر الدهور، وحتى سرت هذه العادة السيئة إلى المجتمع المسلم بسب الاختلاط والاحتكاك المديدين بين الشعبين طيلة الأزمان، فالتقاليد الهندوسية هي الداعية لفشو هذه الكارثة الاجتماعية والداء العضال في المجتمع المسلم، والله المستعان!
ففي بداية القرن العشرين حينما كان يعاني الهندوس -الطبقة الوسطى خاصّة- من مشكلة الدوطة كان المسلمون من نفس الطبقة في راحة وطمأنينة من تلك المشكلة، وبالتالى كان للنساء المسلمات كرامة مرموقة ومكانة عالية في المجتمع، ولكن مع الأسف الشديد قد تغيرت اليوم الأوضاع والظروف، وفسدت البيئة ونظريات أهل البلاد مسلمين كانوا أو هندوسا في شبه القارة الهندية، فالمرأة فيها اليوم تعاني من أنواع الظلم والتنكيل والعدوان عليهن ليلا ونهارا، في المدن والقرى، والبوادي والأرياف. السبب الرئيسي له هو ظاهرة الدوطة البشعة، فلأجلها يظلم الزوج على زوجته كل يوم، فهناك من تقتل لأجلها، أو تصاب بالظلم والتنكيل كما نقرأها في صفحات الجرائد والمجلات. مع أن الدوطة حرام في منظور الإسلام، لأن الإسلام قد فرض المهر على الزوج لزوجته حيث نطق به القرآن إذ يقول عز من قال: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً (النساء : 4)
دراسة ميدانية حول ويلات الدوطة
نظرا إلى طبيعة الدراسة اعتمدنا على الجرائد والمجلات البنغالية، لأنها تقدم هذه الجوانب أمام أبناء البلاد كل يوم، وكذلك التجأنا إلى آراء وإحصائيات الجمعيات والهئيات النسائية في هذا البقاع، فالمعنيون هم الذين قابلوا النساء عامة، وأجروا الإحصائيات خاصة بدقة، فاعتمادا عليها سجلنا تقريراتها مفصلا.
- صرحت لجنة النساء في بنغلاديش(বাংলাদেশ মহিলা পরিষদ) ) أن مائتين وستا وثلاثين مرأة (236) ذهبت ضحية الظلم من يناير إلى ديسمبر في عام 2014م. وأصيبت بالظلم والجرح مائة وتسع وتسعون (199) امرأة. وفي شهر يناير من عام 2015م قد قتلت ست عشرة (16) امرأة لأجل الدوطة. وفي فبراير قتلت ست عشرة (16) امرأة لأجلها أيضا.
- وأفادت نشرة الأنباء لهيئة الحقوق الإنسانية بنغلاديش (অধিকার) منذ بداية يناير 2001م إلى نهاية فبراير 2014م أنه قد ذهبت ألفان وسبع مائة وثلاث وخمسون(2753) امرأة ضحية الدوطة البشعة.
- وفي عام 2014م قد أصيبت أربعة الآف وخمس مائة وأربع وخمسون (4554) امرأة بأنواع من الظلم والتنكيل كما صرحت أنباء هيئة الحقوق الإنسانية (অধিকার)، وقد تضررت أربع مائة وثمان وخمسون (458) امرأة لأجل الدوطة من بداية يناير 2014م إلى نوفمبر 2014م.
- أخبرت أنباء هيئة النساء البنغلاديشية (বাংলাদেশ মহিলা পরিষদ) أن عدد النساء اللاتي تضررن وأصبن بالظلم والاعتداء من قبل الأزواج وأهلهم خلال بداية يناير إلى نهاية نوفمبرلعام 2015م أربعة ألآف وثلاث مائة واثنان وعشرون (4322) امرأة.
- وأن سبعا وثمانين في المائة (87%) من نساء بنغلاديش تواجه أنواعا من التنكيل من أى شكل كان من الظلم من قبل الأسر، والإجبار على الدوطة والاعتداء الجنسي والاغتصاب وغيرها حسب إخبار الهيئة للحقوق الإنسانية (অধিকার)، وأنه قد قتل ألفان وسبع مائة وثلاث وخمسون (2753) امرأة، وأصيب بالظلم والتنكيل جسديا ألف وسبع مائة سبع وثمانون (1787) امرأة، ذلك خلال واحد يناير 2001م إلى 27 فبراير 2014م، وبالتالي قد انتحرت مائة وتسع وتسعون (199) امرأة من تلقاء أنفسهن خلال ذلك الوقت، إضافة إلى ذلك قد أصيبت بالاعتداء الجنسي عدد 1087 من النساء والأطفال. وأصيبت عدد 1796بالسوائل المحرقة (إسيد).
نتائج الدراسة
قد شاهدنا تقرير بحث تم في معالجة مشكلة الدوطة في بنغلاديش خلال عشر سنين ماضية، فطلعت في نتيجتها أن خمسين امرأة في المائة (50%) تعاني من الظلم جسميا أو نفسيا بعد الزواج بسبب الدوطة
يقول الباحثون عنها: إن الدوطة مشكلة اجتماعية وكارثة نفسية خطيرة، عدد كبير من النساء تصاب بالظلم والتنكيل لأجلها، ولايمكن تحديد المصابات اللواتي تعانين من عدوان الدوطة بالضبط، فذلك مرض شائع يبدو في جميع الطبقات من المجتمع من الأدنى إلى الأعلى؛ كل يعاني من ذلك المرض الخطير المهلك، وفي ما يلي بعض الحوادث المؤلمة حيال الدوطة :
بعض أخبار موجعة
- حسب إخبار الهيئة النسائية لبنغلاديش(বাংলাদেশ মহিলা পরিষদ) ) قد قتل مائتان وست وثلاثون (236) امرأة، وأصيبت بالظلم
والتنكيل مائة وخمس وتسعون (159) إمرأة لسبب الدوطة من يناير إلى ديسمبر 2014م. وفي يناير من عام 2015م. لأجلها وهناك كثير من الحوادث الثابتة تبقى مخفية وراء الستار.
- قد أصدرت جريدة “بروتم آلو” اليومية (প্রথম আলো) خبرا عجيبا مؤلما، وذلك أن امرأة تسكن في نياتولا داكا (اسم مكان)، عمرها أربعون عاما، قد طلقها زوجها لسبب الدوطة بعد أن عاشت عشرين عاما من حياتها الزوجية.
- كما أخبرت جريدة بنغلاديش براتيدين (বাংলাদেশ প্রতিদিন) اليومية خبرا غريبا مدهشا عن رجل اسمه نجم الهدى الساكن في شابر داكا (اسم مكان) قد حلق رأس زوجته وقطع أصابعها لعدم حصوله على الدوطة المطلوب منها.
القانون ضد الدوطة: فنظرا إلى مخاطر الدوطة في المجتمع قد تم اتخاذ القانون ضدها، وينص القانون ضد الاعتداء على النساء والأطفال عام 2000م : أنه لو ماتت أمرة بسبب الدوطة فإن عقوبته القتل، وإن حاول أحد لقتلها لأجل الدوطة فإنه سيعاقب بالسجن المؤبد، وإن جرحت مرأة لأجل الدوطة فإنه يعاقب المعتدي بالسجن المؤبد مع الكد والعمل، والذي يحاول لجرح امرأة لأجل الدوطة فله السجن من 14 إلى 5 سنين على الأقل مع الكد البدني، وفي كل ذلك توجدعقوبة الغرامة المالية .
عقوبة الدوطة في الإسلام
ولكن كل هذا لا يغني عن الداء شيئا، وذلك لعدم تطبيق القانون عامة، وفي الموضوع خاصة من ناحية، وعدم تواجد التربية السليمة -التربية الإسلامية- من ناحية أخرى، ومن هنا أرى ضرورة التربية الإسلامية في كل مرحلة من مراحل التعليم في البلد، وحينئذ يرجى أن يعالج الداء كما يليق، لأن الإسلام جعل للزواج مكانة عالية كريمة؛ عده عبادة وعلاقة ودية دائمة لا ضغطة فيها على احد الطرفين، بل الإسلام يحرم مال امرئ لأحد إلا بطيب النفس، يقول المصطفى – ﷺ- : لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسِهِ. كما يأمرنا بأكل الطيبات إذ يقول عز من قال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ) (المؤمنون: 51)،فما دام أن الدوطة لا تكون بطيب النفس – بالضغطة والقهر- فهي إذا حرام في نظر الإسلام، فكسب الدوطة حرام، وآكله محروم الجنة، وغير مستجاب الدعوة، وكان في ظلمات يوم القيامة، يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، إن الله عز وجل حرم على الجنة جسدًا غذي بالحرام. ، وقال: (…وَقَدْ غُذِّىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ) وقال: اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
لذا نرى أن أقل من يرتكبها في المجتمع من له إلمام بالدين ومعرفة جيدة عنه، وهناك بعض الاقتراحات والتوصيات لحل هذه المشكلة كما وصل إليها الكاتب.
اقتراحات وتوصيات
وفيما يلي أهم الاقترحات التى توصل إليها الكاتب:
1 . ضرورة إزالة مشكلة الدوطة ومعالجتها لمصلحة المجتمع وإنقاذه عن خطوراتها الوخيمة، ومن هنا لا بد أن يقوم الجميع حكومة وشعبا بدورهم في معالجة هذا المرض العضال.
2 – لا سيما العلماء، فإنهم أكبر معنيين بالمسؤولية كورثة الأنبياء، وبه نطق المصطفى- صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وقال أيضا: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، وهم المعترفون بأن بقاء الدين وقيامه في البلد يبتني على سعيهم الدعوي الحثيث والوعي المرهف بمسؤولياتهم الدعوية تجاه الأمة والشعب، فعليهم أن يبذلوا قصارى جهودهم في قمع هذا الداء العضال .
- 3. الدوطة حرام في نظر الإسلام، ولما كان معظم سكان بنغلاديش مسلمين فيمكننا أن نعالج هذا المرض اجتماعيا في ضوء الإسلام، ويمكن أن يلعب آئمة المساجد وخطباءها في معالجتها دورا فعالا حيث يلقون خطبا منبرية في علاجها وقمعها، وكما يمكنهم أن يقوموا بدورهم في إعداد نفسية الأفراد حسب ما اتفق عليهم وأمكن، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول : فَوَالله لَأَنْ يَهْدِيَ الله بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ
4 . ويمكن القيام بالدعوة والتوجيه والإرشاد وتنمية الوعي الاجتماعي ضد الدوطة استغلالا لوسائل الإعلام الموجودة في الدولة (حتميا)؛ إذ يقول الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. (النحل: 125)، فعلى الحكومة وأصحاب القنوات الفضائية تقديم برامج مؤثرة ضدّ الدوطة حينا بعد حين.
- لابد للمرأة المسلمة من أن تستلزم بالآداب الإسلامية والقيم المثلى التزاما تاما؛ لأن فرصة اختلاط الرجل بالمرأة واحتكاكاته بها قبل الزواج وعدم مراعاة الحجاب الشرعي يؤدي إلى ضياع رغبته إلى الزواج، ومن هنا يضطر إلى الدوطة كسبا للرغبة.
- لابد لنا أن نقوم بتعليم المرأة وتربيتها تربية صحيحة في بيئة مستقلة بعيدة عن الاحتكاكات بالرجال؛ لأن الاختلاط في التعليم يؤدي إلى المجون والفحش والضياع الخلقي.
- وينبغى لنا أن نضع للمرأة منهجا تعليميا نزيها من جديد في ضوء الشريعة الإسلامية حيث تستطيع المرأة بحسن سلوكياتها على إقناعها الزوج وأسرته عن الدوطة.
- لابد لنا أن نقوم بالدفاع الاجتماعي ضد هذا الداء والظلم على المرأة، ونبعث الوعي الديني في أوساط الناس، وننبههم بواجباتهم نحوها، ونذكرهم عن خطورة الدوطة وتأثيرها السلبي على المجتمع.
- لنغير نظرية الناس نحو الدوطة، وكشف الستار عن وجهها البشع لا بد أن نصورخطرها تصويرا حيا مؤثرا.
- ولابد أن نستأصلها عن المجتمع ونضرب ضربة قاضية على أصولها ونقلعها عن جذورها.
- 11. أولياء النساء الأغنياء سنوا في العصر الحاضر سنة سيئة في المجتمع بدفع الدوطة وممارستها في حياتهم؛ فلا بد من القضاء عليها بتاتا، وذلك بتوجيههم إلى آثارها السلبية في المجتمع عامة والطبقة السفلى خاصة، وإرشادهم إلى أن هذا المبلغ بإمكانهم أن يهبوا أصهارهم بعد الزواج عن طريق مشروع ليتمتعوا به.
خاتمة
لاشك أن الدوطة مشكلة اجتماعية تأتي بالويل والهلاك في المجتمع الإنساني، تنحط بها الإنسانية الرفيعة إلى أسفل السفلى من الدناءة والرداءة، بل ينحط بها الإنسان من رتبة الإنسانية الرفيعة إلى درجة الحيوان والبهائم. فمن دواعي السرور والبهجة أن قد أخذت البرامج رسمية أو غير رسمية لمعالجة هذا المرض الخطير ولإنقاذ المرأة من ويلاتها، ووضعت قوانين حكيمة ثابتة ضدها، وأقيمت برامج متنوعة لبعث الوعي وإثارة جمرة الشعور واليقظة الاجتماعية ضدها، لكن مع الأسف الشديد قد باءت تلك النشاطات الرسمية وغيرها بالفشل مع أن معظم سكان البلد مسلمون معتنقون بالدين الإسلامي الحنيف الذي قد حرم الدوطة تحريما باتا، فعلى الرغم من ذلك كله لم نجد ثمرة مرجوة ضد الدوطة إلى اليوم، كل يوم تذهب النساء ضحايا الدوطة الخطيرة، ويتوقف زواج بنات الأسر الفقيرة التي لا تقدر على حمل عبأ الدوطة، وبعد الزواج تجري عليهن سلسلة من الظلم والتنكيل حتى الموت الأليم في بعض الأحايين، ومثل هذه الحوادث لا تجر للأمة المسلمة إلا الشرور والهلاك والدمار والدناءة والهوان، ومن هنا يرى بعض المحققين أن التربية الإسلامية السمحة هي التي تستطيع أن تقلعها إن تمسك بها جميع الطبقة من الناس، والتاريخ شاهد عدل على ذلك؛ لأن القرآن الكريم قد حقق للمرأة حقوقها الكاملة بما فيها المهور المكرمة، وأعطاها إياها، كما أعطى كل ذي حق حقه كديانة سماوية عالمية خاتمة خالدة.
الكاتب: استاذ الحديث بجامعة دار المعارف الاسلامية
شيتاغونغ، بنغلاديش