كلمة البلاغ
المخدرات : الخطر الداهم على بنغلاديش
بقلم : عبيد الله حمزة
تشكل ظاهرة انتشار المخدرات بين الأطفال والشباب معضلة اجتماعية خطيرة وحسب تقرير كشفتها جمعية حظر المخدرات فى بنغلاديش عدد المدمنين على المخدرات فى بنغلاديش اكثر من 7 ملايين شخص من بين السكان البالغ عددهم 169 مليون نسمة و77% من متعاطى المخدرات هم الشباب ــ مسقبل الأمة والدم الجديد للمجتمع ـ تتراوح اعمارهم مابين 16 و35 عاما ، والمخدرات المستهلكة الاكثر شيوعا هى اقراص ” يابا ” او كما يسميه البعض ” العقار المجنون لتسببه فى اصابة متعاطيه بالهياج العصبي ويتم تهريب الملايين من الأقراص يوميا من ميانمار كما يتم تهريب ” الفنيسيديل ” من الهند .
ونرحب بالخطوات والاجراءات الصارمة للحكومة وحملتها الامنية الواسعة عن طريق مختلف اجهزتها ودوائرها بما فيها كتيبة التدخل السريع ضد تجار المخدرات واوكارهم واسفرت الاشتباكات بينهم وبين قوات الامن فى الايام القليلة الماضية عن مقتل العديد من تجار المخدرات واصابة افراد الشرطــة و نود ان نقول يجب على الحكومة ان تردع المجرمين بكل قوة وبأس وتنزل بهم العقوبة وهذا امر نرحب به ولكن يجب ان يكون ذلك بعد محاكمة عادلة واجراءات قانونية سريعة حتى وان احتاجت الى تشريع جديد صارم يكون على مستوى التحديات والقتل قبل ذالك او دون المحاكمة يودي الى انفلات الاوضاع والفوضى كرم الله عزوجل بنى آدم بخلال كثيرة امتاز بها عن غيره من جماد وحيوان ، كرمه بالعقل وبه يميز الانسان بين الخير والشر وبه يدبر امره وشئونه فهى جوهرة ثمينة يحفظها العقلاء بالرعاية واذا فقد الإنسان عقله فهو عالة على اهله ومجتمعه فالمدمن على المخدرات والمتعاطى للمسكرات ينسلخ من عالم الإنسانية ويتقمص شخصية البهيمية ، يسئ الى نفسه ومجتمعه ويخل بالامن ويروع المجتمع ويرتكب الجرائم بشتى اشكالها ، ان امة لا تحافظ على عقول بنيها وشعبا لايهتم بعقول الاجيال الناشئة امة ضائعة وشعب لا مستقبل له ، ان رذيلة المخدرات والمسكرات والمخدرات آفة العصر الخبيثة وشن اعداء بنغلاديش حربا ضد مستقبلها بل ضد سيادتها ورقيها وتقدمها وامنها القومي بزج كميات رهيبة برا وبحرا من جميع اصناف المخدرات عموما واقراص يابا خصوصا اليها كم من طاقات ضيعت ، وكم من كفاءات هدرت ، وكم من الامكانيات تبخرت ، وكم من اموال ذهبت الى خزينة المتربصين بنا ، فسبعة ملايين من المدمنين يهلكون انفسهم عن طريق هذه الاقراص السامة الفتاكة فاخذوا يزهقون ارواحهم ويحفرون قبورهم بايديهم ويقبرون ايضا مسقبل البلد، يجب على صانعى القرار ان يدركوا انه لا اصلاح للمجتمع الا على طريق رسمه لنا الاسلام فيجب غرس بذور الايمان فى نفوس الاجيال وزرع غراس التقوى فى قلوبهم وتوعية المجتمع بالاضرار الجسيمة والجرائم تنتشر فى غياب وازع الإيمان يقول الله عزوجل ” يا ايها الذن امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام من رجس الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العدواة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون . ” ( المائدة : 90،91 )
فالمخدرات رأس المشكلة واصل الجرائم ورحم الله الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضى الله عنه- وارضاه اذ قال ” ايها الناس اتقوا الخمر فانها ام الخبائث وان رجلا ممن كان قبلكم من العباد كان يختلف الى المسجد ــ والقصة معروفة ـــ وقال الرجل اما الفاحشة فلا آتيها واما النفس فلا اقتلها فشرب كأسا من الخمر فقال زيديني فزادته فوالله مابرح حتى واقع المرأة وقتل الصبي ــ
يجب على افراد المجمتع ان يكونوا يدا واحدة فى مكافحة المخدرات ونسأل الله عزوجل ان يحفظ لنا ديننا وايماننا ولوطننا امنه واستقراره هذا وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين