التنمية فریضة اسلامیة
بقلم : فضيلة الشيخ المفكر الإسلامي الكبير محمد عبد الحليم البخاري
قد استخلف الله الانسان فی الارض وسخر له ھذا الکون لیعمرہ وحشد فیه کل الموارد والمنافع الکافیة لمعیشته وامرہ بحسن استغلالھا وعدم العبث بھا یقول الحق تبارك وتعالى ( ویستخلفکم فی الارض فینظر کیف تعملون ) [ الاعراف: 129]ویقول سبحانه وتعالي (ھو انشأکم من الارض واستعمرکم فیھا) [ھود : 61] ان الامر فی الایتین الکریمتین بعمارۃ الارض یشمل کل ألوان التعمیر بالزراعة والغرس والابنیة ودراسة التربة وعوا مل الطبيعة المسخرۃ للانسان بل یشمل أیضا دراسة الشمس والقمر واللیل والنھار وکل ما یھیئ للبشر أقوم السبل لعمارۃ الارض ونشر الخیر واشاعة الرخاء فیھا ان الاستخلاف ھو العمل المطلوب لتنمیة المال حتی قیام الساعة وھو العمل الصالح والنافع للدنیا والدین، العمل الذی یعمرالأرض وینتج الطیبات ویحقق الحیاۃ الکریمة للانسان حتی الرسول ﷺ کان یحث أصحابه علی التنمیة والتعمیر اذ قال ( مامن مسلم یغرس غرسا أویزرع زرعا فیأکل منه طیر أو انسان أو بھیمة الا کان له به صدقة ان الإنسان له دور كبير فى تحقيق التنمية فى البلاد والإسلام بكل تعاليمه فقد أحدث فى الحياة الإنسانية تغييرا شاملا للإنسان وقيمه ومفاهيمه وطرق معاشه فاصبحت التنمية فى حقه واجبا دينيا ينسجم مع دعوة الدين الحنيف الى السعي والعمل والإنتاج قال تعالى ” فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله ( الجمعة : 10 ) وقال سبحانه ” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور (الملك 15) فالتمنية فى الإسلام فريضة شرعية وتكليف من الله عزوجل انطلاقا من مبدأ استخلاف الانسان لعمارة الارض غايتها الانسان نفسه لانها تربط بين التقوى والانفاق فى سبيل الله وحينئذ يعيش المجتمع بالامن والأمان
فالعمل مهما كان حقيرا فهو خير من البطالة وخير من سؤال احد من ذوى المال ان أعطاه فقد حمل ثقل المنة وان منعه فقد باء بذل الخيبة والعز بلا سؤال الذ من كل لذة بسؤال قال الفاروق رضى الله عنه ” مكسبة فى دناءة خير من سؤال الناس وقال لقمان لإبنه ” يا بنى استغن بالكسب الحلال فانه ما افتقر احد الا اصابته احدى ثلاث : رقة فى دينه او ضعف فى عقله او وهاء فى مروءته واعظم من هذا اسخفاف الناس به” فلا خير فى العاطلين الذين استمروأ الكسل والبطالة .
لقد کان الاسلام ولایزال دین الاولین والاخرین یدعو الی مافیه خیر الانسان وصلاحه فى الدنیا والأخرة ویحرص دوما علی توفیر مستوی معیشی ملائم للافراد فرفع التنمیة الی مرتبة العبادۃ واعتبر عما رۃ الانسان للکون شرطا لوجودہ فی الحیاۃ یؤجر علیھا المسلم لقوله ﷺ ” من لم یھتم بأمر المسلمین فلیس منھم کما دعا دیننا الحنیف الی الأخذ با لأسالیب العلمیة والتقنیة الملائمة سعیا الی اتقان العمل وفی الأ ثر: (ان اللہ یحب أذا عمل أحدکم عملا أن یتقنه) وحارب الاسراف والترف ووضع المال فی غیر موضعه وعد ذلک سبیلا الی التھلکة حیث یقول عز وجل (وأنفقوافی سبیل اللہ ولاتلقوا بایدیکم الی التھلکة وأحسنوا ان اللہ یحب المحسنین ) [البقرۃ : 195] وحث علی الالتزام بأولویات التنمیة ومعالجة المعوقات کتقدیم الضرورات علی الحاجات والحاجات علی الکمالیات
الكاتب : رئيس الجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ
وامين عام هئية اتحاد المدارس الأهلية بنجلاديش