جسيم الدين
ﺣﺘّﺎﻡ ﺗﻈﻞ ﻓﻰ ﺣﻈﻴﺮﺓ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺟﻞ، ﻭﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺗﺴﺮﻑ؟ ﻭ ﺗﻤﺸﻲ – ﺷﺎﺭﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮ – ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺭ ﻭﻣﺨﻴﻞ ﻇﻬﺮﻳﺎ ؟ ﺃ ﻟﻢ ﻳﺄﻥ ﻟﻚ – ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ – ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺩ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻰ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ؟ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻦ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺳﻴﺮﺗﻚ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﺎﺑﺬﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ !
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺘﻬﺪﺟﺔ ﻣﺨﺘﻨﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺞ ﺍﺳﺘﺮﻋﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ، ﻭﺟﻠﺒﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺍﻟﺴﺎهي، ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺳﺮﺣﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﺮﻓﻲ ، ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﻱ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺄﻧﺐ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﺎﺩﺉ ﻭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﺎﻛﻦ ، ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺻﺨﻮﺭ ﻋﺠﻤﺎﺀ ، ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺑﻜﻤﺎﺀ ، ﺛﻢ ﻇﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺸﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ﺁﻧﺎ ﻓﺂﻧﺎ ﺃﺟﻬﺮ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ: ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺫﻧﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ! ﻓﻜﺪﺕ ﺃﻗﻊ ﺻﻌﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﻭﺍﻟﻌﻠﻰ ! ﻫﻞ ﺍﻷﺫﻥ ﺗﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺗﺘﻜﻠﻢ ! ﻓﻤﺮ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻲ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ” ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻭﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ” ﻓﻘﻠﺖ ﻗﻠﺒﺎ ﻭﻧﻔﺴﺎ ، ﻧﻌﻢ ! ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﺲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺇﺫ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺻﻮﺕ ﻣﻐﻤﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ، ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ! ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻄﻘﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻄﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﺇﻧﻚ ﺇﻣﺮﺀ ﻓﺎﺷﻞ، ﺿﺌﻴﻞ ، ﻣﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺍﻟﻜﺎﺳﻞ ، ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻋﻮﺍﻡ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﺮﻏﺪﺍ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺿﺎﻝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻉ ﺳﻤﻌﻚ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ، ﻭﺷﻐﻠﻚ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ ، ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺖ ﺗﻮﺭﺩ ﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻞ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻻﺫ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ، ﻭﺃﺭﺍﻙ ﺗﻌﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﺑﺜﻐﺮ ﺑﺎﺳﻢ، ﻭﻭﺟﻪ ﻃﻠﻖ، ﻓﻜﺄﻧﻚ ﻇﻠﺖ ﺗﻘﻌﺪ ﻓﻰ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻻ ﺗﺴﺌﻠﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﺖ، ﻭﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻧﻘﻀﺖ ، ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﺕ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻰ ﺍﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﻊ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺟﻔﻮﻙ ﺑﺈﺷﻐﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺟﺴﻴﻢ ، ﻓﻴﺎ ﺣﺴﺮﺗﻲ ! ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﻭﺍﻧﺼﺮﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺑﻼ ﻧﺸﺎﻁ ﻭﺣﻤﺎﺱ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ! ﺍﻵﻥ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻓﻰ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﺗﻔﻮﺯ ﺑﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ،ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﻋﻴﺎ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ! ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺠﺮﻱ ﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﻫﺎ ( ﻛﻞ ﻓﻰ ﻓﻠﻚ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ ) ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻳﺪﺏ، ﻭﺍﻟﺼﺒﻲ ﻳﻬﺐ ، ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺸﺐ، ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳشيب ، ﻭﺍﻟﻔﺘﻲ ﻳﺸيخ ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻤﻮﺕ ، ﻭﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺗﻮﺭﻕ ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭﺓ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻭﺃﻧﺖ – ﻫﻞ ﺗﺮﻯ – ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ، ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻧﻄﺎﻗﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻉ ﺍﻟﻴﻚ ﺍﻟﺘﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍلثبات ، ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ! ﻛﺬﺍ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺷﻐﻞ ، ﻋﻤﻞ ، ﺻﻨﻊ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻴﻮﻣﺎ ، ﻭﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻜﻴﻤﺔ ، ﻭﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻴﻚ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ، ﻭﻳﺪﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺪﺃﺏ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ، ﻓﺄﻧﺖ – ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ – ﺗﻤﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻬﺎ ﻓﻰ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﺗﻬﻴﺄ ﻧﻔﺴﻚ ﻧﺎﺷﻄﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻭﺻﻔﻮﻑ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻭﺗﻄﻤﺢ ، ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺣﻠﻰ ﻭﺃﻫﻨﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺘﻬﺎ ، ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ، ﻭﺗﺘﺮﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﻳﺠﻌﻞ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻭﻋﺠﻠﺔ ، ﻓﻴﺒﺪﺃ ﻣﻌﻪ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ! ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻟﻜﻰ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﺫﻭﻳﻚ ﻭﺑﻴﺌﺘﻚ ﺍﻠﺘﻰ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﺳﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺩﻋﻨﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ
ﺃﻭﺿﺢ ﺃﻣﺮﺍ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻞ ﻳﺘﻴﺢ – ﺟﻴﺪﺍ – ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ، ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ ﺯﻣﻼﺋﻚ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺧﺴﺎﺭﺍﺕ ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﻭﺿﺎﻉ ، ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ، ﻭﻓﺘﺢ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺼﻴﺮ ﺫﺍﻟﻚ – ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ – ﻣﺒﻌﺜﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﺒﺸﺮ ﺑﺎﺳﺘﻬﻼﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ، ﻭﺃﻭﺿﺎﻉ ﺁﺗﻴﺔ ، ﻭﻟﻌﻠﻚ ﺗﺮﻯ ﻭﺗﻠﻤﺲ عندإذ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻵﻣﺎﻝ ﺟﺴﻴﻤﺔ ، ﻭﺃﺣﻼﻡ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ، ﺗﻠﻤﺢ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻠﺘﻰ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﺖ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻠﺘﻰ ﺍﻧﺼﺮﻣﺖ ، ﻭﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﺸﻌﺒﺔ ، ﻧﻴﻄﺖ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻠﺘﻰ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺷﺄﻧﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻻ ﻳﺜﺒﻂ ﻫﻤﺘﻚ ﺃﺑﺪﺍ – ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ – ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺪ ﻣﺸﺮﻕ ، ﻭﻋﻴﺶ ﺭﻏﻴﺪ ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺸﺠﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺖ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻓﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻳﺎﻣﻚ ، ﻛﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﺪ ﻳﺤﻤﺴﻚ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻌﻘﺒﻰ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻭﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻠﺘﻲ ﺗﻨﻔﻊ ﻓﻰ ﺣﺎﻝ ﻗﺎﺩﻣﺔ ، ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻣﺤﺘﻮﻣﺔ ، ﻻ ﻓﺮﺍﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻚ ، ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻧﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ :[ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺘﻨﻈﺮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻐﺪ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺒﻴﺮ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ]
ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻷﺫﻥ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺗﺒﺼﺮ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺮﻋاة ﺍﻠﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻲ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮ ﻷﻭﻟﻴﺎئ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﺎﻣﺔ ، ﻓﻘﻠﺖ ﺧﻴﺎﻟﻴﺎ ، ﻫﻠﻢ ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ! ﺍﻋﺰﻣﻲ – ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ – ﻋﺰﻣﺎ مصمما ﺻﺎﺭﻣﺎ ﻋﺎﺭﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﺬﻝ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﻬﻮﺩ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﻀﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﺗﻬﻴﺄ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ، ﻭﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﻗﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ﻟﻚ ، ﻟﻴﺜﻴﺮ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺣﻘﺎ – ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺴﺮﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ﻭﺫﻟﻞ ﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ – ( ﺛﺎﻧﻴﺎ ) ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻚ ﻓﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺭﻗﻌة ﻧﺎﺑﺬﺓ ﻣﺼﺎﻟﺤﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺟﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨنا ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻟﺘﻔﺴﺨﻨﺎ ﻭﺍﻧﻬﻴﺎﺭﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺗﻔﺠﺮ الطﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﻭﺗﺼﻠﺢ ﺷﺄﻧﻚ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺣﻴﺔ ،ﻭﺗﺸﺒﺐ ﻫﻤﻤﻚ ، ﻭﺗﺸﺤﺬ ﻋﺰﺍﺋﻤﻚ ،ﻭﺗﺠﺪﺩ ﻃﻮﺍﻳﺎﻙ ، ﻭﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺗﻚ
ﻭﻏﻔﻮﺗﻚ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻴﻨ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ، ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
الكاتب: طالب المرحلة العالمية بالجامعة الاسلامية فتية