بقلم : عبيد الله حمزة
تعرض اخواننا الروهنجيا فى الاسابيع القليلة الماضية بعد 2012م لمجزرة أخرى اسفرت عن قتل الآلاف وتشريد مئات الالاف الى بنجلاديش ولقوا من صنوف التعذيب ما يندى له جبين الإنسانية ويستحى منه الحيوان قبل الإنسان، احراق الناس من الأطفال والشيوخ والعجائز والمرضى بالنيران واغتصاب الفتيات وسط صيحات الضحايا وضحكات المجرمين أمر يصعب تخيله ولكنه هى الجرائم البشعة بالإضافة الى جرائم حرب أخرى ارتكبت فى حق قوم عزل، ليس لهم سلطة يتهتافتون من اجلها ولا اموال طائلة يتقاتلون عليها وانما لهم عقيدة اسلامية وايمان بالله قوي وهذه هى جريمتهم فى نظر الذئاب البشرية البوذية، وكل هذا وقع فى ظل تواطؤ دولي صارخ وصمت عالمي فاضح والاسلام يرى نصرة المظلوم واجبا حتى ولو كان مشركا فكيف اذا كان من المسلمين يقول الله عزوجل ” وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله “
والأمة لم تثبت حتى الآن جاهزيتها لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية الراهنة فهى تعانى من المحن والإحن كثيرا حيث اغلب البلدان المسلمة مشتغلة بهمها الداخلى وظروفها الخاصة واعتباراتها السياسية وعلى مستوى الأمة الإسلامية لا يوجد مع الاسف الكثير تنسيق بين ابنائها وقادتها فى هذه القضية والقضايا الأخرى
واما بالنسبة لللاجئين فنقول ان منح اللجؤ للمظلومين والمضطهدين من الشيم النبيلة ونشيد بموقف فخامة رئيسة الوزراء لحكومة بنجلاديش الشيخة حسينة واجد من لاجئي الروهنجيا اذ وجهت اوامر لجميع اجهزة حكومتها بتقديم كافة التسهيلات لهم وقامت بزيارة مخيماتهم ورافقتها فى سفرها شقيقيتها الشيخة ريحانة واستمعت الى معاناة المضطهدين وبكاء الارامل وصراخ الأطفال وآهات الثكالى وعويل الجرحى ومسحت دموع اليتامى وهذا الموقف الإنساني نال إعجاب وتقدير العالم كله
ونحن كمسلمين نعتقد ان الحقوق للاجئين فى الإسلام مضمونة وحدودها مرسومة ومعالمها واضحة حيث يقول الله عزوجل ” والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون عل انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون “( الحشر 9)
فيجب استقبالهم بالسرور ورحابة الصدر ولا يجوز ردهم الى الحدود او رفض استقبالهم ان كان يخشى على حياتهم ويجب الإحسان اليهم والإيثار نحوهم ولا يكون الفقر وشح الموارد وقلة الثروات وضيق المساحة مبررات لرفضهم ويتضح ذلك من قوله تعالى “ولو كان بهم خصاصة”
وما قدمه هذا الشعب الوفي الكريم وفى طليعتهم العلماء وطلبة العلم ومدراء المدارس القومية من المساعدات العاجلة للاجئين قلما يوجد لها نظير فى التاريخ المعاصر وزيارة السيدة الأولى لتركيا والسيدة الأولى للأردن رانيـــا للمخيمات عززت موقف بنجلاديش وكسبت القضية مزيدا من التغطية الإعلامية الدولية
ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات العالمية بالوقوف الى صف المظلومين وهم اكثر الأ قليات اضطهادا فى العالم حسب تقرير الأمم المتحدة والنصرة للحق والتأييد للعدل وفرض عقوبة صارمة زاجرة على حكومة ميانماراللعينة ومحاكمة المجرمين المتورطين من قادة الجيش بارتكاب المجزرة واجبارهم على قبول مواطنيهم بكل كرامة وبجميع حقوقهم وسحب جائزة نوبل للسلام من تلك المرأة “شوصي” تعبيرا عن الإنزعاج من هذه الجرائم المقيتة ضد الإنسانية
ويجب على حكومة بنجلاديش ان تنزل فى ميدان الدبلوماسية بثقلها وثقل الأشقاء فى العالم الإسلامي والأصدقاء فى المحافل والمنظمات الدولية وتقنع المجتمع الدولي بأن بلدا فى حجم بنجلاديش وامكانياتها المحدودة والضئيلة لاتقدر وحدها على حمل هذا العبأ الثقيل على المدى البعيد وان هذه الكارثة ـ ان لم تجد حلا سلميا فى وقت قريب ـ تفرض مخاطر امنية كثيرة وتهدد امن المنطقــــــة كلها.