بقلم : فضيلة الشيخ المفكر الإسلامي الكبير محمد عبد الحليم البخاري
في زمن العولمة والعلمنة اصبح الغزو الثقافي اكبر خطر وافتك سلاح يهدد الأمة الإسلامية والإسلام منذ بزوغ شمسه وطلوع فجره واجه التحديات والمخاطر على وجوده وطريق سيره ولم يزل يواجهها بدأ من القوى الوثنية فى مكة المكرمة والقوى اليهودية فى المدينة المنورة والقوى النصرانية فى اليرموك والقوى المجوسية فى القادسية وفى الاماكن والجبهات الأخرى الى يومنا هذا من القوى الغربية المتحالفة مع القوى الشرقية فالإسلام فى خندق وجميع قوى الكفر والشرك فى خندق آخر وهزم الإسلام القوى المعادية واتسعت بفضل الله رقعة الإسلام وظلها الوارف مع مرور الايام والسنين حتى حكم ثلثي كرة الأرض تحت إمرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ،
ولم تطلع شمس ولم تغب فى يوم على القرون الماضية الا واجه الإسلام فيه مكيدة أو أخرى استهدفت وجوده ورسالته الخالدة ومسيرته السلمية ومرت عليه ايام عصيبة مديدة وليال مظلمة طويلة ولكن لم يستطع الأعداء من محو وجوده ومسخ كيانه وطمس نوره واطفاء بريقه بل انجب ابناء بررة امثال القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي ونور الدين الزنكي فى احلك ظروفه وحينئذ ادرك الأعداء ان المواجهات العسكرية والهجمات المسلحة واستخدام القوة المادية لن توقف مسيرة الإسلام ولن تحرمه من حق وجوده بل تزيد هذه العمليات فى الأمة من النخوة والغيرة وتوقظها من سباتها وتردها الى حياضها وتدفعها الى البحث عن شخصيتها ومعرفة هويتها فابتكروا واختاروا طريقا أخر وهو طريق الغزو الثقافي
والغزو الثقافي لايحتل الأرض والبلاد بل يستولي على القلوب والعباد وهذا اخطر من احتلال الارض نظرا لإنتهاجه بكل سرية وغموض وتجمله بما يتماشى مع اهواء الناس ورغباتهم وهذا داء عضال ينهش فى جسد الأمة ويلغي شخصيتها ويستزف قواها
والقوى المعادية للإسلام تسعى دائما من خلال الغزو الفكري للاستيلاء على عقول الشباب المسلم وهم الهدف الأول والضحايا، ويقومون بتحقيق اهدافهم بشتى السبل والوسائل من اهمها الموسسات التعليمية والأنظمة التعليمية ولا نبالغ اذ نقول ان الأنظمة التعليمية والمناهج والمقررات الدراسية فى معظم البلدان الأسلامية هى تروج الأفكار الغربية الى اطفالنا وشبابنا ـ مستقبل الأمة وقادتهم ـ وتزرعها فى نفوسهم على طريقة ممنهجة وخطط مدروسة
ووسائل الإعلام بكافة اشكالها والافلام الساقطة والمسرحيات الهابطة والأغان الماجنة والروايات الخليعة تزود الوقود الى محركات الغزو الفكري واسهمت المدارس التبشيرية كثيرا فى دفع عجلة الغزوالثقافي الى الوضع الحالى حيث تغذى عقول شبابنا بهذه الأفكارالغريبة والغربية التى تخالف قيمنا وديننا فيغترون بان الحياة الغربية هى الفضلى،
وكم صدق سيدنا ونبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال :” لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن “
ويجب على قادة الأمة ومفكريهم وعلمائهم ان يبحثوا لهذا الخطر الداهم عن الحلول الناجعة و طرق نشر ثقافتهم الراقية النقية الى الامم والشعوب كبديل افضل
الكاتب : رئيس الجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ وامين عام هئية اتحاد المدارس الأهلية بنجلاديش