كلمة البلاغ-الإعتراف بشهادات الجامعات القومية بنغلاديش

كلمة البلاغ

بقلم : عبيد الله حمزة

الإعتراف بشهادات الجامعات القومية بنغلاديش

أعلنت فخامة رئيسة الوزراء لبنغلاديش عن اعتراف حكومتها بشهادات مرحلة التكميل ( دورة الحديث الشريف ) بما يعادل الماجستير  فى الدراسات الإسلامية  واللغـــة العربية  وجاء هذا الإعلان فى مأدبة عشاء  لكبار العلماء والشخصيات الإسلامية  فى بنغلاديش  نظمتها فخامتها فى 11 ابريل 2017 م ، ونال   الإعلان اعجابا كبيرا وتقديرا عظيما من قبل عامة المسلمين عموما ومن قبل الإكاديمين والاوساط العلمية  خصوصا  حيث تحقق  حلم طالما راود فئة كبيرة من العلماء  وطلبة العلم الذين   بحثوا عن  افق اوسع ومجال اكبر وميدان افسح  لخريجى الجامعات القومية  للعمل الدعوي وابراز مواهبهم وتسخير طاقاتهم  فى خدمة الشعب البنغالي ودينهم ولكن عدم الإعتراف بشهاداتهم الى فترة طويلة   عاق دون ذلك ،

ووسائل الإعلام على اختلاف اشكالها وارائها  ابدت اهتماما كبيرا بالموضوع  واثار جدلا سياسيا فى الأوساط السياسية  ولاعجب ان نلاحظ استياء بعض من الشخصيات  المعروفة بعداوتها السافرة تجاه كل ما يصب لمصلحة الدين والقيم السامية والمبادئ النبيلة   ولهم سوابق كثيرة فى العقود الماضية  فى معارضة الدين ورموزه  ، والاستخفاف والإستهزاء بمسلمات الدين و اركانه  وكم حاولوا  ان يطمسوا- بلا جدوى- هوية الدين الإسلامي من الشعب البنغالي الأبي  المعتز بدينه ، الغيور على عقيدته ، المتمسك بقيمه ، وبدا جليا ان الذين اعربواعن معارضتهم للقرار واستيائهم عنه  هم من اليساريين والشيوعيين ركبوا سفينة الحزب الحاكم بعد غريق سفينة الشيوعية والماركسية 

ولا شك ان هذا القرار للحكومة يحتاج الى قطع مسافة طويلة ليصبح قانونا فى الدستور ولكنه خطوة مثمرة وحميدة تجاه المسار الصحيح ويعتبر الإعلان قرارا  تاريخيا وصائبا   وبذلك  اتسعت رقعة العمل لعشرات الآلاف من خريجي الجامعات القومية  كما انفتحت لهم الأبواب لمواصلة الدراسات العليا فى مراكز الدراسات العليا والبحوث العلمية فى  داخل بنغلاديش وخارجها ،

 ونحن نثمن تصريح فخامة رئيسة الوزراء حيث قالت مقدرة جهود ودور الجامعات والمدارس القومية ” بان البداية للتعليم فى شبه القارة الهندية كانت عن طريقها ” ويوجد فى بنغلاديش  اكثر من سبعين الف مدرسة ( بما فيها الكتاتيب الدينية )  يدرس فيها حوالى مليون واربعمائة الف طالب وطالبة  والتعليم الدينى يعتبر الأساس ولايتم اي عملية تعليمية وتربوية بغيرها  وسردت دورها الكبير فى ثورة وحركة التحرير لشبه القارة الهندية من الإستعمار البريطاني ،  وطمأنت العلماء ومدراء الجامعات والمدارس بان  تشريع القانون النهائي لايتم  الا باخذ الآراء  من العلماء المعنيين وان الحكومة لاتتدخل فى المقررات والمناهج ، ونامل ان تسير الأمور فى المستقبل  على نهجها الصحيح  باذن الله

ومن الحري بالذكر ان الإعتراف بشهادات الجامعات القومية ليس امرا مبتدعا بل سبقت الهند وباكستان فى هذا المجال بعقود  وما واجهت البلدان ابدا اية مشكلة امنية ولا تعليمية كما يحاول المغرضون وأصحاب الهوى اثباتها  من  خلال الثرثرة الإعلامية   فى بنغلاديش ، ونريد ان نوكد ان المدارس القومية لها اهدافها من الحفاظ على الدين وعلومه  وتخريج العلماء والدعاة المخلصين والذود عن حمى الدين ومسلماته  فان ثبت  فى اى وقت  بان الإعتراف بشهاداتها يضر بمسئوليتها التاريخية ودورها المستقل فى نشر العلم النافع والعقيدة الصحيحة وقول الحق ودحض الباطل  لن يتردد القائمون عليها عن التخلى عن امر الإعتراف ، اذ يدركون يقينا بان أمر الدين والحفاظ عليه أمر فوق كل اعتبار و قضية فوق كل مساومة ،

ونحن نرحب القرار ونهنئ  فخامة رئيسة الوزراء على قرارها التاريخي ونطالب  الحكومة ان تتخذ الخطوات اللازمة لتشريع القانون بالتشاور مع كبار العلماء  المعنيين  فى أقرب وقت ممكن.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn