صراع مع الملاحدة

صراع مع الملاحدة

اعداد: محمد كليم الدين

تصدي لمحاربة الاسلام  أعداء المسلمين بوسائل مختلفة فتحطموا وتكسرت علي حقيقته الثابتة المتينة نظرياتهم وجدلياتهم واقوالهم المزخرفة وظل الاسلام بحقه ونوره يتحدي كل مخالف له ويصرع كل مصارع له ويطحن كل محارب”يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”رغم انه من غير المستحسن اثارة معارك جدلية مع الملحدين من أعداء الاسلام حتي لا تعطيهم هذه المعارك فرصة لنشر اراءهم بين ابناء المسلمين و حتي لا تكسبهم هذه المعارك دعاية يستغلونها لنشر أسماءهم الا ان الكشف عن زيف الملاحدة في العصرالراهن قداصبح واجبا اسلاميا متحتما باعتبار ان طائفة من طلائع فتياننا قد اثرت في نفوسهم وافكارهم بعض اباطيل هولاء الملاحدة وسفسطاتهم ومغالطاتهم- وقد قرأنا ماكتبه الملحدون من اساطين الالحاد في سالف الدهر وحاضره والاستقراء بها يطول جدا نظرت في مسائل الالحاد ومبا حثه العامة واصوله الكبري فوجدت ان أهم تلك المباحث واولها قضية مبدآ العالم فاوهمهم ابليس أنه لااله ولا صانع لكنهم لم يستطيعوا مجتمعين ولا متفرقين ان يقدموا اية حجة منطقية او واقعية مقبولة عند العقلاء تثبت عدم وجود الخالق لهذا الكون رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها للاقناع بمذهبهم بل لم نجد في كل ما كتبوه دليلا واحدا يورد ظنا بعدم وجودالخالق فضلا عن تقديم حقيقة علمية في هذا الموضوع فجل ما لديهم محاولات للتشكيك في عالم الغيب والتزام بان لايثبتوا الا ما شاهدوه من مادة بالوسائل العلمية المادية وهذا الارتباط بحدود الما دة التي لم يشهد العلم حتي العصر الحاضر الاقليل منها ان هوالاموقف يشبه موقف الاعمي الذي ينكر وجود الالوان لانه لا يراها او موقف الاصم الذي ينكر وجود الاصوات لانه لا يسمعها او موقف الحمقاء حبيسة القصر التي ترون ان الوجود كله هو هذا القصر الذي يعيشون فيه لانهم لم يشاهدوا في حياتهم غيره ويضاف الي ذالك أن العلماء الماديين من بعد كل دراساتهم ومشاهداتهم وملاحظاتهم المادية يحاولون تفسير ما شاهدوه من ظواهر بنظريات استنتاجية يقرون فيها حقائق غير مرئية وغير مشاهدة وهي بالنسبة  اليهم وبالنسبة الي أدواتهم مازالت أمورا غيبية ومع ذالك فانهم يضطرون الي اقرارها والتسليم بها ويجعلونها قوانين ثابتة يقولون عنها : أنها قوانين طبيعية ومن أمثلة ذالك قانون الجاذبية. أنه قانون غدا من الحقائق العلمية الطبيعية لدي العلماء الماديين فما هي حقيقة هذه الطاقة هل يقدر العلماء أن يشاهدوها بأدواتهم وأن يعرفوا كنهها؟ وكيف يثبتونها والحال انهم لا يستطيعون ذالك بالاستنتاج العقلي استنادا الي ماشاهدوه من ظواهرها وآثارها هذه هي الحقيقة

فما بال هؤلاء الملحدة يسلمون بهذه القوانين الخارجة عن نطاق المشاهدات المادية وهي بالنسبة الي حواسهم والي الأدوات العلمية المتقدمة أمور غيبية ثم ينكرون وجود الخالق جل وعلا لمجرد كونه خارجا عن نطاق الادراك الحسي ولا يمكن التوصل الي ادراكه بالأجهزة العلمية المتقدمة مع أن مئات الأدلة العقلية والاستنتاجية تثبت ضرورة وجود خالق عظيم لهذا الكون بيده مقاليد السماوات والأرض وهو علي كل شيئ قدير اذا لم تصل أدلة الاثبات لديهم الي مستوي اليقين ألم ترجح لهم هذه الأدلة احتمال وجود الخالق علي عدم وجوده؟ أنها مهما تكن من وجهة نظرهم فهي أقوي حتما من احتمال النفي فكيف يأخذون باحتمال النفي دون دليل ويرفضون احتمال الاثبات ومعه دلائل وفيرة ثم يسعون في محاربة الايمان بكل ما لديهم من قوة ؟ لماذا يعادون من خلقهم عنادا ؟ أهذا جزاء الاحسان والاكرام ؟ ألم يتحرك فيهم حس أخلاقي للاعتراف بوجوده ؟ ألم ترجف قلوبهم خوفا من عقابه الذي أعلنه علي ألسنة رسله ؟ألم يفترضوا أن يكون الأمر حقا ؟ فبماذا يعتذرون يوم الحساب والجزاء حينما يقول الله لهم ألم أمنحكم عقولا تستنبطون بها وجودي من آياتي ألتي بثثتها في كوني ولم أضع أية حجة تقنع أحدا بعدم وجودي فلماذا جحدتم وجودي فلهم الويل ويومئذ لاتنفعهم أحزابهم ولا تنفعهم شفاعة الشافعين. فما لهم عن التذكرة معرضين.  

الكاتب: الطالب بالسنة الثانية لقسم الفقه الاسلامي بالجامعة الاسلامية فتية، شيتاغونغ.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn