أسّ ا لشريعة الاسلامية علي الانقياد

أسّ ا لشريعة الاسلامية علي الانقياد

اعداد: محمد انيس الله

ومن المعلوم لدي الجميع أن الانقياد والاطاعة لها أهمية بالغة في الشريعة الاسلامية وعليها يبتني الايمان والاعمال الصالحة لأنها لا تتكمل بدون الطاعة فلذا لا توجد في أحد من الكتب الاسلامية أن الايمان اسم من العلم بل أن الايمان يطلق علي الانقياد والطاعة ثم الانقياد علي نوعين أحدهما الانقياد في الخير وثانيهما الانقياد في الشر أما الأول يهديك الي الجنة والثاني يهديك الي النار ولم يزل الانقياد والطاعة من الأمور النفيسة والمرغوبة فلما أحب القوم شيئا بكل قلوبهم أطاعوه بكل قواهم ويمثل ذالك خير تمثيل في حب الصحابة لرسول الله صلي الله عليه وسلم كما يقول ناعته لم أرى قبله ولا بعده مثله فاندفع اليه الحب الصادق كما يندفع الماء الي الحدور وانجذبت اليه النفوس والقلوب انجذاب الحديد الي المغناطيس كأنما كان من القلوب والارواح علي ميعاد. واحبه رجال امته واطاعوه حبا وطاعة لم يسمع مثلهما في تاريخ القادة والسادة الذين قاموا بقيادة الامة والاحزاب في مختلف مجالات الحياة الانسانية ووقع من خوارق الحب والتفاني في سبيل طاعته وايثاره علي النفس والاهل والمال والولد ما لم يحدث قبله ولن يحدث بعده ومن غرائب الانقياد للرسول وايثاره علي النفس والاهل والعشيرة ما رواه  ابن جرير بسنده عن ابن زيد عن عبد الله بن عبدالله بن ابي قال: دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عبد الله بن عبدالله بن ابي قال: ألا تري ما يقول ابوك ؟ قال: ما يقول بابي انت وامي ؟ قال: يقول لئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال: فقد صدق والله يا رسول الله انت والله الأعز وهو الأذل أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله وان اهل يثرب ليعلمون ما بها احد ابر مني ولئن كان يرضي الله ورسوله عن أن آتيهما برأسه لأتيتهما به فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا فلما قدموا المدينة قام عبد الله بن عبدالله بن ابي علي بابها با لسيف ثم قال خطابا لابيه عبدالله بن ابي أنت القائل لئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ؟ أما والله لتعرفن العزة لك أو لرسول الله – صلي الله عليه وسلم- والله لايأويك ظله ولا تأويه أبدا الا باذن من الله ورسوله فقال: يا للخزرج ابني يمنعني بيتي يا للخزرج ابني يمنعني بيتي! فقال: والله لايأويه أبداالا باذن منه فاجتمع اليه رجال فكلموه فقال والله لا يدخله الا باذن من الله ورسوله فأتوا النبي صلي الله عليه وسلم فأخبروه فقال اذهبوا اليه فقولوا له خله ومسكنه فأتوه فقال أما اذا جاء أمر النبي صلي الله عليه وسلم فنعم. فاتضح لنا حق الاتضاح من هذه العبارة المرقومة والواقعة الشهيرة أن النجاح والفلاح في الحياة الدنيوية والأخروية لا يحصل بدون الانقياد والطاعة  لكن من سوء حظ المسلمين أنهم قد تركوا الانقياد والحب في الله ورسوله بل أخذوا خصائل اليهود والنصاري أسوة في حياتهم الانفرادية والاجتماعية  وهي مهلكة عظيمة في الحياة الدنيوية والأخروية اللهم احفظ المسلمين من هذه الأفعال الشنيعة لكي نفوز فوزا عظيما في الدنيا والاخرة فان الله تعالي خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

الكاتب : الطالب بالسنة الثانية لقسم الفقه الاسلامي بالجامعة الاسلامية فتية، شيتاغونغ.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn